strong>موسكو ضد التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية

أعرب نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي ألكسندر سلطانوف، عن قلق بلاده حيال الوضع في لبنان، وتمنى على اللبنانيين ايجاد حل من شأنه تقوية البُعد اللبناني وإيجاد الوفاق الوطني عن طريق الحوار، معلناً أن روسيا ستسهم في تحرك في هذا الاتجاه، عن طريق اتصالات بكل الشركاء في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات لسلطانوف بعد لقاءاته مع الرؤساء اميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في حضور السفير الروسي في لبنان سيرغي بوكين. وتطرق البحث الى الوضع في الشرق الاوسط والتحرك الروسي في المنطقة.
ونوه لحود بموقف الاتحاد الروسي حيال لبنان، داعياً موسكو الى أداء دور اساسي وفاعل في تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط، من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي ارتكزت عليها مبادرة السلام العربية.
وشكر لحود للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ارساله قوة روسية لوجستية للمساهمة في اعادة التواصل بين مدن الجنوب وقراه، من خلال اقامة جسور بديلة عن تلك التي هدمتها الطائرات الاسرائيلية في خلال عدوان تموز». ورأى في هذه الخطوة مساهمة روسية مباشرة في اعادة الامن والاستقرار الى الجنوب، ولا سيما أن «الاتحاد الروسي ليس طرفاً مع أي فريق لبناني، بل هو على مسافة واحدة من الجميع، على عكس بعض الدول التي تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية».
وأكد لحود للمسؤول الروسي تأييده ودعمه انشاء المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، مشيراً الى أن الملاحظات التي ارسلها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان على مشروع انشاء المحكمة، لا يمكن أن تعني بأي شكل من الاشكال رفضه إنشاءها، بل هي تهدف الى توضيح عدد من النقاط القانونية الاساسية في نظامها وآلية عملها منعاً للوقوع في أي التباس عندما تباشر المحكمة عملها، كما حصل بالنسبة الى لجنة التحقيق الدولية التي تضمّن بروتوكول انشائها بعض المواد الغامضة التي احدثت التباساً لدى تطبيقها.
وأكد لحود أن الرد على هذه الملاحظات وتوضيح النقاط الملتبسة في مشروع الاتفاق كفيلان بتمكين المحكمة من أداء مهمتها بموضوعية وحيادية، بعيداً عن أي تسييس أو استغلال، مشيراً الى ضرورة احترام الدستور اللبناني في كل ما يتصل بشؤون الدولة وعلاقاتها مع الدول والمنظمات الدولية، ومنها الامم المتحدة التي ينبغي ان تعمل دائماً من اجل السلام والاستقرار في الدول الاعضاء، من دون أن تتدخل في شؤونها الداخلية او أن تكون طرفاً مع فريق ضد آخر.
وبعد اللقاء، اكد سلطانوف أن بلاده قلقة من الوضع في لبنان، معرباً عن استنكارها بشدة اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل، واعتبر «أن من الاولويات معرفة الحقيقة، وإنزال العقوبات بالمجرمين لأنها جريمة بشعة، وفي الوقت نفسه نتمنى على كل اصدقائنا اللبنانيين ايجاد الحل الذي من شأنه تقوية البعد الوطني وإيجاد الوفاق الوطني عن طريق الحوار»، مؤكداً ان روسيا «ضد التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وسنساهم في تحرك في هذا الاتجاه عن طريق اتصالات بكل الشركاء في المنطقة».
وأوضح ان الرئيس بري شرح له رؤيته للتطورات الأخيرة، وأفكاره عن الدور الممكن ان يقوم به اللبنانيون، والذي من شأنه اخراجهم من مثل هذا الوضع الخطر. مؤكداً ان روسيا تؤيد كل الخطوات التي تسهّل وتساعد على المحافظة على الوحدة الوطنية وتفتح المجال لعودة الحوار الوطني.
وقال: «لا نرى اي طريق الا بإيجاد حلول وسط، ونتمنى على كل اللبنانيين ان يضعوا المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات».
(وطنية)