strong>إبراهيم عوض
رئيس مكتبها السياسي ينفي تلقيه دعماً من «تيار المستقبل» ويعتبر كلمته في التشييع «بنت ساعتها»

لم ينزل «ظهور» رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية أسعد هرموش خطيباً في تشييع الوزير الراحل بيار الجميل في ساحة الشهداء برداً وسلاماً على قلب قيادة الجماعة وشريحة واسعة من جمهورها، وهي التي تنادت قبل أيام للقيام بدور توفيقي بين القيادات السياسية، فإذا بها تتحول طرفاً إلى جانب فريق 14 آذار بعدما أخذ وزير الاتصالات مروان حمادة بيد هرموش وأصعده إلى منصة الخطباء مقدماً إياه على أنه «واحد من الشريحة الواسعة من الوطنيين الديموقراطيين العروبيين».
سرعان ما بدأت التساؤلات في صفوف الجماعة عما إذا كان موقف هرموش وخطابه متفاهماً عليهما من قبل، ليتبين لاحقاً أن المسألة «بنت ساعتها» ولا شيء مقرراً في شأنها كما شرح هرموش لـ«الأخبار»، موضحاً أنه تلقى دعوة من حمادة لإلقاء كلمة، وقد لبى الدعوة وارتجل كلمة لم يخرج فيها عن سياق المواقف المعروفة للجماعة من المحكمة الدولية والطائف ورئيس الجمهورية، مؤكداً أن «موقع الجماعة ما زال هو هو، أي الموقع الوسطي ولا اصطفاف مع هذا الفريق أو ذاك».
ولكي لا يبقى توضيح هرموش ضمن أهل البيت، بعدما راجت أقاويل عن تحول طرأ على خط الجماعة، تداعى مكتبها السياسي إلى اجتماع طارئ عقد أمس برئاسة الأمين العام للجماعة الشيخ فيصل مولوي استمر لساعات وصفه مصدر مطلع على أجوائه بأنه كان عاصفاً، قبل أن يغلب عليه النقاش الهادئ والموضوعي الذي أعاد تقويم الأمور بغية تصويبها وإصلاح ما أفسده «الظهور المفاجئ» لهرموش في «ساحة الحرية»، عبر بيان أكد أن مشاركة الجماعة في التشييع لا تعني انحيازها لفريق سياسي، ويؤكد أنها «كانت وما زالت عند موقفها الوسطي الداعي إلى التقاء اللبنانيين لإنقاذ الوطن من براثن الفتن الطائفية والمذهبية، ولتأكيد وحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك. وكما وحّدتنا مقاومة العدوان الإسرائيلي، حكومة وجيشاً وشعباً ومقاومة، مطلوب منا الآن وحدة وطنية شاملة ضد الجريمة السياسية والتصفية الجسدية وكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف والإخلال بالأمن». وأهاب البيان «بدولة الرئيس نبيه بري وكل المخلصين والغيارى من الأشقاء والأصدقاء، بذل كل الهجود لاستعادة أجواء الحوار والتشاور»، وناشدت «دولة الرئيس فؤاد السنيورة إعلان موافقته مع فريق الأكثرية على حكومة الوحدة الوطنية، ودعوة الإخوة الوزراء المستقيلين للعودة عن استقالاتهم، أو على الأقل العودة إلى طاولة التشاور والحوار، لمواصلة دورهم الإيجابي في حفظ الوطن وأمنه واستقراره». ورأت أن «المحكمة ذات الطابع الدولي، هي الوسيلة الممكنة لكشف الحقيقة وإقامة العدل والمساعدة في منع الجرائم السياسية». واستغرب هرموش الضجة التي أُثيرت حول خطابه، مشدداً على «ثبات الجماعة في موقفها الوسطي». وسخر مما تردد عن تلقيه دعماً مالياً من «تيار المستقبل»، لافتاً إلى أنه «ابن مؤسسات منذ سنوات». كما أن الجماعة «سيدة قرارها ولا تتلقى توجيهات أو تعليمات من هذا أو ذاك». وقال إن الساحة السنية متعاطفة مع «تيار المستقبل»، خصوصاً بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، «ولا غرابة أن نجد هذا التيار أقرب الناس إلينا»