أمال ناصر
أكد عضو المجلس السياسي في «حزب الله» غالب أبو زينب، اطمئنانه الى وضع المعارضة، مؤكداً أن التغيير آت لا محال، ومُطَمئناً اللبنانيين إلى أنه لا حرب أهلية في لبنان. أبو زينب وفي تصريح إلى «الأخبار» رأى أن الوضع الذي يشهده لبنان مرتبط بـ«سلوكيات السلطة الحاكمة، لأن في يدها تأجيج الوضع أو أخذه الى الحلحلة والاستجابة الى طروحات المعارضة وإتمام تسوية سياسية. فالمعارضة تتحرك في إطار السعي الى تحقيق أهداف وطنية تؤدي الى إخراج البلد من حالة التأزم التي يعيشها منذ سنة ونصف سنة، الى حالة الانفراج وإعادة تنظيم الدولة وإخراجها من الفساد والترهّل. المعارضة تنظر الى الأمور في إطار الشراكة مع الجميع وبناء دولة ذات سيادة حقيقية، تستطيع أن تخدم شعبها وتحافظ على المكتسبات ودماء الشهداء الذين سقطوا في مواجهة العدوان الاسرائيلي».
هل ستكمل المعارضة تحرّكها؟ أجاب «المعارضة مستمرة في تنفيذ برنامجها، ولن يشكل الاغتيال السياسي للوزير الجميل عائقاً دون استئناف الخطوات التي ننوي اتخاذها. نحن في انتظار مرور فترة الحداد وقد تكون أسبوعاً ومن بعدها نتحرك. ونحن في صدد التواصل مع الحلفاء».
هل هناك إمكانية لتسوية ما، بعد السقف السياسي العالي للمعارضة وطرح انتخابات مبكرة؟ قال «سقفنا واقعي وديموقراطي، إمّا الشراكة في الحكومة وإما أن تُحسم الأمور بالوسائل الديموقراطية، أي بالانتخابات النيابية المبكرة، حيث يُدلي الشعب بكلمته الحاسمة. إذا جرى تقديم حلول تستوفي شروط المعارضة، تصير خطواتنا غير مطلوبة. حالياً لا تسويات لحل الأزمة. هناك تصعيد وتعاط سلبي، ما يعني أن فريق السلطة يدفع بالأمور الى مزيد من التأزيم، بدليل جلسة مجلس الوزراء اليوم، وهم يتحملون المسؤولية. هذه الحكومة غير دستورية، وأي قرار يصدر عنها لا يتمتع بالشرعية ولا يلزمنا ولا نعترف به».
بعد التشنجات التي ظهرت في الشارع، ألا تخشون من حرب أهلية؟ يشدد أبو زينب أن «الاحتكاكات التي حدثت نجمت من بعض الحالات الفالتة ونتيجة الحقن الذي يمارسه إعلام السلطة»، مؤكداً أنه «سقط الحديث عن وضع أمني سلبي، وما جرى على رغم قساوته كان محصوراً وأمكن احتواؤه والسيطرة عليه، ما يعني أن التهويل السياسي هدفه منع المعارضة من النزول الى الشارع».
ما هو تعليقكم على تصريح السفير الخوجة؟ قال «أعتقد أن الذين يحقنون الوضع السياسي هم الذين تحدثوا في تشييع الوزير الجميل وأطلقوا كلاماً تحريضياً لا يريد حواراً ولا الوصول الى نتائج، بل الى تأزيم الأوضاع. من يريد الإيجابية لا يطلق تصريحات تصعيدية. على الجميع أن يدققوا ويعرفوا من رفض التسويات في السعودية أو في لبنان. الأولويات لا تحددها فئة واحدة، ولا يمكن أحداً فرض الأمر الواقع على المعارضة من خلال الالتفاف السياسي ووضع جدول أولوياته، ومن ثم يحدثنا عن الحلول. البعض لا يريد حلولاً بل إمرار مسائل متعلقة به، وعندما يرى نفسه في حالة عجز سياسي يذهب الى مطالب كهذه».