strong>سأل عن مصير التحقيق في شبكة «الموساد» وهل استُجوب من «تنبأ» بالاغتيالات؟
طالب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بعد اجتماع استثنائي للتكتّل، الحكومة بإجراء التحقيقات اللازمة في جريمة اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل، مشيراً إلى أن هذه التحقيقات تتطلب أن تكون جميع الأجهزة الأمنية بتصرف وزارة الداخلية. ولفت إلى أن «الجريمة حصلت في وضح النهار، والوسائل التي استعملت معروفة، وحدثت في حي سكني مكتظ بالسكان، وبوجود شهود، وكل الناس يضعون إمكاناتهم تحت تصرف الدولة».
وقال: «ننتظر بفارغ الصبر وبسرعة جلاء هذه الحقيقة حتى نبني على هذا الأمر المقتضى اللازم من مواقف ومتابعة، لأنه إذا كان سيحصل مع هذه الجريمة ما حصل مع الأخرى، وسيكون على كل واحد انتظار دوره بالاستناد إلى التنبؤات، لأن التنبؤات السابقة صحّت في ما يتعلق باغتيال وزراء ونواب»، مستغرباً كيف تتكرر التنبؤات وتنفذ.
وسأل: أين أصبحت معلومات «الذي تنبأ بأنه سيحدث اغتيال وزراء لتخفيض النصاب في مجلس الوزراء، بالنسبة للقضاء؟ لم نسمع أن أحداً استجوب أو قام بمراسلات مع الخارج للإضاءة على هذه الجريمة. كل هذه المواضيع لن نسكت عليها بعد اليوم ولن نقبل وسنطالب بمعرفة أين أصبح التحقيق في قصة شبكة الموساد التي قامت بخمس جرائم اغتيال على الأرض اللبنانية وسكت التحقيق فجأة عنها».
ولفت عون إلى أنه «قد تكون هناك شبكة داخلية محمية تقوم بهذه الجرائم وتتهم من تشاء كما فعلوا معنا، وخاصة عبر ألسنة غير مسؤولة تتصرف بالشارع بشكل غير مسؤول»، وقال: «لا نستطيع في كل مرة أن نخترع «راجح» لنتهمه بالجريمة. نريد كلاماً مسؤولاً من الوزارة المسؤولة، فإما أن تلتزموا بالصمت أو يكون أمامكم حل واحد وهو أن تتنازلوا عن ممارسة السلطة وتستقيلوا وتذهبوا إلى منازلكم. لكن أن نسمع الهتافات والاتهامات ضد من هو أطهر تيار سياسي يتعامل مع الكل باحترام ويحترم الديموقراطية وحق الاختلاف ويقدس هذه القيم، فهذا غير مقبول على الصعيد السياسي، ولا على الصعيد الشخصي، ولن نصمت بعد الآن».
واكد: «إننا مع المحكمة الدولية»، مشيراً إلى أنه لم يتسلم نظام المحكمة، «وإذا كان الشعب اللبناني يريدنا أن نقول موافقين من دون أن نقرأ، فنحن مستعدون».
وأوضح أن الموقف الذي أدلى به النائب نعمة الله أبي نصر في بكركي هو رأي أبي نصر الشخصي آملاً أن «يكون هذا الرأي مساعداً على حل الأزمة، فنكون سعداء».
وعن دعوته للانضمام إلى صفوف «14 آذار» ومد الرئيس أمين الجميل يده إليه، أوضح عون أنه «لدينا خيارات وطنية لبنانية، ومسيحية أيضاً بما نمثل».
وعن جلسة الحكومة اليوم قال: «الدستور اللبناني هو الذي يتضمن المقاييس الشرعية والدستورية التي تقول إنه يجب أن يكون الحضور من الثلثين، وهذا المقياس متوافر، ولكنّ هناك شرطاً آخر تنص عليه المادة 95 من الدستور وهو مكرس في الفقرة (ي) من مقدمة الدستور التي تتحدث عن الحقوق الطائفية في تأليف الحكومة، وهذا المبدأ المعمول به دستورياً ينص على المناصفة، وضمن المناصفة هناك مثالثة، أي مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ومثالثة بين الطوائف الكبرى الثلاث، المارونية والشيعية والسنية، في توزيع المناصب. هذا الشرط غير متوافر، وهو المقصود بالفقرة التي تنص على أنه «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك». من هنا تكون الحكومة فقدت شرعيتها» .
وأكد: «إننا لم نتخل عن مطالبنا»، متسائلاً: «من أوصل الأمور إلى هنا؟ كنا نطلب من السنيورة هذه الأمور، لكنه قال لي في عدة مناسبات: «سيصيح الديك وستطلع الشمس»، وكأنه يقول إنه لا فرق إن رضيت أو لم ترض. وفي المرة الثانية قال: «روح خيّط بغير هالمسلّة»، وكنا قد انتقدناه على هذا الكلام اللاواعي واللامسؤول في الكلام السياسي. هو والحكومة يتحملون كامل المسؤولية ونحن ننبّه للوضع»، مؤكداً أن «حكومة الوحدة الوطنية والمشاركة في الحكم هما المخرجان الوحيدان، بينما هم يفتشون عن المحكمة الدولية هنا وهناك. كل هذه الأمور جيدة ولكن ضمن إطار التفاهم والمحافظة على الوحدة الوطنية».
وأكد أنه لا يطرح موضوع رئاسة الجمهورية، «بل موقفاً في مسؤوليات وزير الداخلية، فليعطني الحقيقة حول جريمة واحدة فقط من تلك التي حدثت، وسأعطيه كلّ الرئاسات والوزارات». مشدداً على أن «عودة الاستقرار لن تتم بالمواجهة وكذلك رئاسة الجمهورية».
وأعلن أن «المواقف العدائية والاتهامات السياسية من بيروت إلى دمشق إلى طهران أو أميركا أو السعودية، مرفوض، لأنّه يهدف إلى تقويض الاستقرار، وهذا تطاول منكر على الوطنيين الأحرار، وهو ليس مقبولاً من أحد، وهؤلاء الذين يتكلمون بهذه الأمور، هم من يريدون إثارة الفتنة، وهم رؤوس الفتنة، بأيّ موقعٍ كانوا، فكلّ سجلاتهم وسخة إذا أرادوا الاستمرار على هذا النحو، لأنهم يخافون من المصارحة والنظرة الثاقبة، لأن لديهم ارتباطات لا تخولهم إلاّ أن يكونوا بمثابة الرجل الآلي Robot، ويكرّرون الكلمات نفسها».
ودعاهم «لكي نتحدّث ثنائياً، فنحن لا مشكلة لدينا مع أحد سوى أصحاب «الألسنة الفالتة»، فليتحدّثوا معنا كي نضبط الألسنة أولاً ونعتمد ثانياً الأفكار الجيدة، وهكذا ننقذ الوطن».
(الأخبار)