برلين ــ غسان أبو حمد
المعارضة ستحول لبنان مقاطعة سورية وقتلة الجميل يحاولون إسقاط الحكومة

استعاد المدعي العام لمدينة برلين، ديتليف ميليس، بريقه في الصحافة الألمانية بعد اغتيال الوزير بيار الجميل، فبات «خبيراً» يدلي بدلوه في الشأن اللبناني، ويعطي آراءه في الاحتقان السياسي الذي يشهده البلد. فالمحقق السابق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لم يستبعد في حديث إلى صحيفة «تاغز تسايتونغ» الألمانية، عودة الحرب الأهلية إلى لبنان، مشيراً إلى أن «الحرب الأخيرة التي وقعت بين «حزب الله» وإسرائيل ساعدت سوريا في تخطي متاعبها، وقدمت لها نصراً في حرب لم تشارك فيها». وشدد على شرعية حكومة فؤاد السنيورة، موجّهاً الاتهام في اغتيال الجميل إلى «الأوساط التي تحاول منع قيام المحكمة الدولية والتحضير للفوضى، عبر إسقاط الحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطياً».
ورأى ميليس «أن قيام المحكمة الدولية يخضع لمسيرة شاقة وطويلة. فبعد موافقة مجلس الأمن ينبغي على البرلمان اللبناني تصديقها وتعيين القضاة والمحامين اللبنانيين، وعلى ما يبدو لي، فإن حلّ هذا المسار لا يزال معقداً، رغم تقديري للجهود التي بذلتها حكومة السنيورة... المهم أن فكرة المحكمة الدولية تحققت. أما متى تقوم هذه المحكمة، فهذا يأتي في المرحلة التالية».
وعما إذا كان يتخوف من عدم قدرة الحكومة اللبنانية على متابعة قضية المحكمة، إذا تبيّن أن للرئيس السوري بشار الأسد ضلعاً في القضية، أجاب: «هذا التخوّف موجود. وقد أعلن نائب وزير الخارجية السوري (فيصل المقداد) قبل يومين أن سوريا غير مستعدة لتقديم أي مواطن سوري إلى المحكمة». ورأى أنه «قبل عام كان النظام السوري يعاني خطر السقوط، لكن الحرب الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل ساعدته على استعادة الاستقرار. أعتقد أن سوريا ربحت حرباً من دون أن تخوضها».
ورأى أن «خطر عودة الحرب الأهلية إلى لبنان كبير جداً. جميع الأفرقاء مسلحون جيداً. وهذا هدف بعض الذين يحاولون من داخل البلاد وخارجها ضرب الاستقرار وتعطيل الديموقراطية الفتية في لبنان».
وعن رؤيته إلى مستقبل لبنان «في حال تمكُّن القوى الموالية لسوريا من إسقاط الحكومة الحالية»، أجاب المدعي العام لمدينة برلين: «سيتحول لبنان تدريجاً إلى مقاطعة سورية. تماماً كما كانت الأوضاع عليه» قبل اغتيال الحريري، داعياً الحكومة الألمانية الى تأكيد أن «الحكومة اللبنانية الحالية شرعية ومنتخبة بطريقة ديموقراطية». و«دعم مطالب مجلس الأمن في توجيه الدعوة إلى سوريا للاعتراف بلبنان وتبادل العلاقات الدبلوماسية معه وترسيم الحدود بين الدولتين».