رأى العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله أن الخطابات السياسية التي أُطلقت في جنازة الوزير بيار الجميل «تُغلق باب الحوار لانها تنطلق من ذهنيات الحقد ولم تحترم معنى الجنازة». وأشار في خطبة الجمعة أمس إلى أن لبنان «ينتقل من عنف الى عنف في استهداف إجرامي لمن يملكون المواقع السياسية بما يؤدي إلى تفاقم التشنج والمشاعر الطائفية والمذهبية والعداء السياسي الذي توزع فيه الاتهامات من دون أدلة». ودعا اللبنانيين الى «محاسبة المسؤولين عن الأمن، ولماذا لم يخططوا لأمن قوي متماسك يأمن فيه الكبار والصغار على أنفسهم». وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «إننا نعيش في هذه الأيام الجنون المطبق، لا عاقل يمنع، ولا رادع يدفع، وكأننا في مستشفى للمجانين. وما يجري في بلدنا خارج عن العادة وعن المألوف والمعقول والمقبول، اتهامات وتجاوزات وتحدّيات بعيدة كل البعد عن الذوق اللبناني».
وأكد أنه إذا «أردتم الرجوع عن الاستقالة فنطالب (الرئيس فؤاد) السنيورة بالاستقالة لأنه أصبح مكروهاً من بعض الناس، وعليه أن يعود إلى بيته قبل خراب البصرة». وتساءل: «لماذا هذا التحدي بسخرية عن مجالس عاشوراء؟ منذ 1400 سنة لم نتحرك بأي حركة خطأ، فإذا أردتم خراب البصرة فعليّ وعلى أعدائي». وتابع: «إن التطاول على مسيرة الحسين وعلى عاشوراء غير مقبول. لم نحرك ساكناً، واستنكرنا وتكلمنا وقلنا نحن ضد الجرائم والقتل، فلماذا توجه أصابع الاتهام نحونا؟ ابحثوا الأمر على الأرض التي وقعت فيها الجريمة، لا نريد ملوك حرب قاموا بأعمال كلها معروفة لدى القاصي والداني، ولا نريد أن نذكّر بها».
وقال «ذنبنا الوحيد أننا قاتلنا إسرائيل ولم نقاتل لبنانياً ولا درزياً ولا سنياً ولا مسيحياً. ونحن لن نتراجع عن قتال إسرائيل». وأضاف: «نقول للجميع إن للصبر حدوداً ولن نقبل بالتجاوز والإساءة. لا نزال نحترم الناس ونقدر شعورهم، أما إذا خرجت الأمور عن المعقول والمقبول فالتدابير كثيرة».
(وطنية)