رأى رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، أن اغتيال الوزير بيار الجميل استهدف السلم الاهلي وصيغة العيش المشترك، مؤكداً «اننا لن نفوّت فرصة من اجل لملمة الامور بالتعقل والحكمة وسد الثغر التي يمكن أن تفجر ازمة لا نرغب فيها» وأشار «الى وجود فرصة مهمة للحوار علينا ألا نضيّعها بالخطوات الخاطئة».كلام رعد جاء بعد زيارة على رأس وفد من «حزب الله» ضم الوزيرين المستقيلين محمد فنيش وطراد حمادة والنواب علي عمار وأمين شري وبيار سرحال وعضو المجلس السياسي غالب ابو زينب، دارة آل الجميل في بكفيا لتقديم العزاء بنجله. وعقدت خلوة قصيرة لربع ساعة حضرها الى جانب الرئيس أمين الجميل وأعضاء الوفد، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني وعضو المكتب السياسي جورج شاهين وصهر الرئيس الجميل، ميشال مكتف.
ونقل النائب رعد خلال الخلوة التعازي الى الرئيس الجميل وأفراد العائلة باسم الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله وقال: «ان الجريمة مستنكرة بكل المقاييس، وإننا باسم الجميع نجدد الادانة واعتبار ما حصل استهدافاً لرمز كبير وشخصية كبيرة من بيت كبير وعريق، ولا يسعنا الا أن نؤكد استمرارنا بالحوار والسعي الى استمرارنا بالحوار بحثاً عن المخارج قياساً على حرصنا الدائم على السلم والاستقرار وإفساح المجال امام كل قنوات الحوار».
وقال الرئيس الجميل: «تأثرت كثيراً لمضمون الاتصال الذي أجراه السيد حسن نصر الله (أول) من أمس، وأمنيتنا ان يكون لهذا الاستشهاد معنى وهدف القيامة، قيامة لبنان فنتجاوز الازمة التي نعيشها». وأضاف: «هذا البيت فقد اليوم بيار، وهو الشهيد الخامس للعائلة، وفي مثل هذه الحالات لا فرق بين شهادة بيار وشهادة هادي (نصر الله) كلاهما استشهدا من أجل لبنان. وآن الأوان لنفكر بثقافة الحياة بدل ثقافة الموت وبالوفاق، وعلينا البحث عن طريقة لتجاوز هذا المأزق، فنجنب البلاد المزيد من المآسي، ومهما حصل سنعود بالنتيجة الى طاولة حوار».
وعاد الجميل بالذاكرة الى مواقف الرئيس المؤسس للحزب بيار الجميل، ودوره في «مواجهة الأزمات التي عصفت بلبنان»، ومواقف جده الدكتور امين الجميل «الذي كان أول من حذّر إثر عودته من زيارة الى فلسطين عام 1932 من خطر الاستيطان اليهودي في الضفة»، ودعا الى اعادة قراءة الكتاب المفتوح الذي وجهه الشيخ بيار الجميل عام 73 الى وزير خارجية اميركا هنري كيسنجر وما تضمنه من تحذير من السياسات الاسرائيلية والحمايات الاميركية، وقال للوفد: «ان فيها كلاماً لم تقولوه أنتم بعد». كما أعاد الجميل التذكير بالسياسة الاسرائيلية التي واجهته عام 1982، وبكلام وزير الدفاع آنذاك آرييل شارون الذي قال انه لن يدع الرئيس الجميل يحكم خارج قصر بعبدا. ولفت الى أن «ما يجمع بين اللبنانيين على اختلاف مواقعهم اكثر مما يفرق»، وقال: «أعوّل الكثير على همة الرئيس نبيه بري وقلبه الكبير، وعلى الرجل الطيب فؤاد السنيورة، هذا الرجل المسلم العربي المقتنع بقضيته».
ورد النائب محمد رعد بالقول: «ان مساحة اللقاء المشتركة كبيرة أكثر مما يتصوره البعض، نحن معنيون بالحوار والتعاون وبصيغة العيش المشترك. ولفت الى وجود فرصة مهمة للحوار «علينا ألّا نضيّعها بالخطوات الخاطئة».
من جهة أخرى أعلن الرئيس الجميل أنه يملك «بعض الدلائل الخجولة» حول اغتيال نجله وزير الصناعة بيار الجميل، مشيراً الى أنه يتريث في توجيه الاتهامات في انتظار مزيد من الأدلة. ورأى في حديث مع اذاعة «فرانس انترناسيونال»: إ ان «السوريين ليسوا بمنأى عن الشبهات. من جهة أخرى نبه الجميل إلى محاولات البعض استغلال الحزن على الشهيد بيار لافتعال أعمال شغب وتوزيع مناشير تحرض على الفتنة، مشيراً إلى أن الشهادة التي قدمها بيار «يجب أن تشكل حافزاً لنا جميعاً كلبنانيين للتعاضد والتكاتف والعمل معاً في سبيل إرساء دعائم الدولة القوية والقادرة وتثبيت الاستقلال والسيادة».
(وطنية)