strong>رزان يحيى
أضيفت أمس ساحة جديدة للصراع السياسي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، إثر الإشكال الذي وقع بين طلاب كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية ـــ الفرع الثاني. وقد تبادل الطرفان الاتّهامات حول أسباب الإشكال والبادئين به

تقع كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الفرع الثاني في الأشرفية ـــ كرم الزيتون. وتعدّ هذه الجامعة بحكم موقعها معقلاً للمسيحين عامةً وللقواتيين خاصةً الذي يُحكمون السيطرة عليها، ويرأسون الهيئة الطالبية فيها منذ ست سنوات. عمر الخلافات في الجامعة ليس طويلاً، فالقوى التي لها الثقل الأكبر «لطالما حاربت وناضلت معاً ضد السوري» يقول نديم. إلا أن الحال تغيرت منذ سنة «لأن الحسابات السياسية للبعض تغيرت من أجل الكراسي»، يضيف نديم «القواتي».
بسبب هذه الخلافات، أصدر رئيس الجامعة، العام الماضي، قراراً يقضي بتوقيف العمل السياسي داخل حرم الكلية. كما أُلغيت الانتخابات الطالبية، واستُعيض عن الهيئة الطالبية بلجنة تضم الفرقاء الأربعة الموجودين في الجامعة (القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الكتائب اللبنانية، الوطنيين الأحرار). لكنّ هذه اللجنة لم تلق استجابة من بعض القوى السياسية التي رأت فيها تقليصاً لقوتها الحقيقية. فتفاقمت التشنجات وزادت المطالبة مع بداية العام الدراسي بإجراء انتخابات.
إلا أن القوى الحزبية المسيطرة داخل الكلية طالبت بالتأجيل، ويرى رئيس الخلية القواتية في الكلية إيلي بويز أنّ أسباب التأجيل تعود إلى غياب «الماكينات الانتخابية» عند «الفريق الآخر»، مؤكّداً أن هذه لا تشكل مشكلة بالنسبة إلى القوات اللبنانية لأن «همّ القوات في الكلية تحسين وضع الطلاب»، وبالتالي «الأفضل يفوز... ويقع همّ الطلاب على كاهله».
اليوم، كما منذ سنة، تسود كلية إدارة الأعمال ــ 2 حالة من التشنج والتوتر المستمر، وصلت حدته إلى تخصيص مساحات يقسم الطلاب فيها حسب انتماءاتهم. وتطورت هذه التشنجات حتى وصلت صباح أمس إلى مستوى الإشكال. والسؤال عنه، ليس مستغرباً، في كلية فيها مشكلات يومية. الجواب طبيعي كما تقول جويس، طالبة السنة الثانية إدارة أعمال، التي لم تكن في حرم الكلية “المشكل أكيد بين القوات والعونية”.
وللرواية وجهان. عضو التيار الوطني الحر فادي صفير، يقول إنه أتى صباح أمس حوالى 20 إلى 30 شخصاً توجهوا بالحديث إلى مندوب التيار في الجامعة رائد الحاج قائلين «ما بدنا مشاكل». ثم وجّه بويز صفعة إلى وجه الحاج. يضيف صفير «ببساطة استفردوا فيه، نحن كنا قلة في الصباح». ويؤكد صفير أن هذه الحادثة أساس الاشتباك الذي اقتصر على الأيدي والتلاسن بين الفريقين.
وتأتي قصة إيلي بويز لتنسف القصة الأولى. فالعونيون أتوا صباحاً إلى الجامعة ومعهم خمسة شباب من خارج الجامعة ليوزعوا مطبوعات دراسية. يؤكد بويز أن العونيين «يتطاولون على صلاحياتنا كهيئة تصريف أعمال»، وخصوصاً أن مطبوعاتهم تتخلّلها الأخطاء في معظم الأحيان، في حين أن لوم الطلاب الأول والأخير يقع على الهيئة. ويضيف «الطلاب تعودوا علينا في الجامعة، فنحن نؤمن لهم كل ما يحتاجون إليه». ويضيف إن «الهيئة في حالة تصريف أعمال، ولا يستطيع أحد بالتالي أن يأخذ مكانها».
وأكد بعض الطلاب المستقلين أن التوترات بين الطلاب هي صورة للمشاكل السياسية خارج حرم الكلي.
من جهته، أسف مدير كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال جورج خليل، للإشكالات التي تحصل في حرم الكلية، مشيراً إلى أن قرار الطلاب ليس في أيديهم. ويؤكد خليل قرار رئيس الجامعة إلغاء العمل السياسي، كونه لا يصب في مصلحة الطلاب، علماً أن هناك هامشاً من الحرية مسموحاً به. كما يؤكد خليل «عندما يتفق الطلاب بما يمثلونه من فئات سياسية على قانون انتخابي ستُجرى الانتخابات بشكل طبيعي».
وكانت لجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار الوطني الحر، قد أصدرت بياناً استنكرت فيه انتقال “مسلسل الاستفزازات وافتعال الإشكالات من فريق السلطة الى حرم الجامعات”. وأكد البيان اعتداء بعض الطلاب المنتمين إلى فريق السلطة على مندوب “الوطني الحر” بمساندة شبان من خارج الكلية، وعلى مرأى من قوى الأمن. كما تعرض لإشكال حصل في مجمع “هوفلان” في اليسوعية على ضوء تعليق صور للشهيد الجميل باسم الهيئة، بينما أصر بعض الطلاب على تعليقها باسم قوى 14 آذار. وأكدت اللجنة أن التيار سيلجأ إلى السلطات المختصة لمعالجة أي استفزاز.