الهرمل ـرامي بليبل
يتوجّه أحمد، بشّار، سهى وحنان إلى منزل رئيس الهيئة التنفيذية للتيار الوطني الحر في الهرمل قاصدين ملء استمارات انتسابهم إلى التيار الذي شغلت أهدافه ومبادئه عقولهم.
هم من فئة الشباب المتحمسين للعمل الوطني، ترواح أعمارهم بين 18 و26 سنة، لم ينتسبوا قط إلى أحزاب أخرى، ولا مشاكل في سلوكياتهم. هذه الصفات هي المطلوبة ليقبل طلب الانتساب لمن أراد الانخراط في التيار وتنظيماته.
حركة تقديم الطلبات والانتساب إلى التيار الوطني الحر في مدينة الهرمل «ذات اللون الطائفي الواحد» تزداد وتيرتها بشكل ملحوظ، وهي شارفت حتى الساعة على الـ372 طلب انتساب، جلّهم من الشباب، ما عكس حضوراً بارزاً للون البرتقالي في التجمعات واللقاءات والندوات.
يقول بشار: «أردت أن أثبت مواطنيتي وما تحمله جمجمتي من مبادئ وأفكار تحترم الآخرين وتطالب بالمساواة والعدالة وإحقاق الحق فلم أجد سوى التيار خير ما يحقق لي آمالي».
ما شهده التيار الوطني الحر في الهرمل من انتشار في أوساط الشباب، ولا سيما أنّه تيار علماني التوجه، إنما كان بفضل «الشرعية» التي حققها، كما تقول سهى، «من خلال تفاهمه مع حزب الله وسلوكه معه درباً واحداً يوصل إلى الأهداف ذاتها ويحقق النتائج ذاتها، إنما بأساليب مختلفة».
ويوضح رئيس الهيئة التنفيذية الفنان التشكيلي حسين منجد علوه قائلاً: «عندما فتحنا باب الانتساب لتأليف نواة التيار في الهرمل، كنّا حذرين جداً. فالمدينة معروفة بلونها الأصفر، لكننا بعد التطورات السياسية وتحديداً منذ إنجاز التفاهم بين حزب الله والتيار بتنا أكثر طمأنينة وأوسع دعوة. إذ بادر الشباب الذين يحملون قضية الوطن وهموم أبنائه إلى التقدم بطلب الانضمام والعمل تحت لواء التيار الذي أثبت وطنيته وثبات مواقفه وخاصة أنهم لم يجدوا لأنفسهم مكاناً في الأحزاب الأخرى نتيجة لاعتبارات مختلفة».
ويضيف: «لم نقبل كل الطلبات. كنا نرفض ما لا يحقق منها الثوابت المطلوبة التي لا تتوافق مع مبادئنا وأفكارنا ولا سيما منها السلوكية والأخلاقية والتعليمية والعمرية وإظهار الاندفاع بالتضحية والمصداقية بالعمل».
تعتمد الهيئة التنفيذية للتيار الوطني الحر في الهرمل على نفسها في تمويل المشاريع كافة التي تقوم بها بدءاً من إيجار المكتب الذي سيفتتح قريباً إلى بدلات التنقل وثمن تصوير طلبات الانتساب، مروراً باللافتات والصور وصولاً إلى القرطاسية والهاتف والفولار البرتقالي. ويشير حسين علوه الى أنه «رغم أننا بحاجة إلى الدعم المادي لتطوير عملنا إلا أننا نعمل بكل محبة ومصداقية. وقد لمسنا خلال الفترة المنصرمة اندماج التيار في المجتمع المدني الهرملي وتقبله بنظرة الشريك والمساند في تحقيق السيادة والحرية والاستقلال الحقيقيين».
التيار الوطني الحر استطاع استقطاب الشباب ودفعهم للانضمام إلى منسّقياته وهيئاته التنفيذية بوتيرة سريعة وملحوظة. فهل يستطيع المحافظة على هذه الانطلاقة لتتسع شريحته ويمسي رقماً في المعادلات الهرملية أم إنها فورة شبابية تتبع الفورات السياسية سرعان ما تخبو وتنكفئ؟