رعد بعد لقائه بري: صبر المعارضة شارف على النفاد
استمر أمس السباق بين حركة التصعيد ومساعي التهدئة، وكان البارز في الكفة الأخيرة ما أعلنه الرئيس عمر كرامي لدى زيارته الرئيس أمين الجميل معزياً عن وجود خطة طرحها عليه، مقترحاً عرضها على الرئيس نبيه بري، محورها كما علمت «الأخبار» إمهال الطرفين (الأكثرية والمعارضة) وقتاً لا يتجاوز عشرة أيام يصار خلالها إلى تنفيذ بنود الخطة في حال القبول بها التي تشمل توقف الحملات السياسية والإعلامية المتبادلة وعدم عقد جلسة لمجلس الوزراء.
وكشف كرامي جوانب من هذه الخطة فقال إن «هناك ثلاث نقاط خلافية في البلد وهي: موضوع رئاسة الجمهورية والمحاكمة وموضوع حكومة الثلث الضامن. ولقد وجدنا حلولاً نرجو أن تلاقي القبول وأن تكون وسيلة لخلاص لبنان». وتابع:«إن التطرف والعناد والاستئثار لن توصل البلد إلى بر الأمان، هذا هو لب الموضوع ونرجو لفخامته التوفيق».
سئل: ما هي الحلول التي طرحتموها على الرئيس الجميل؟ أجاب: «هناك دستور يجب أن يحترم، نسمع آراء كثيرة وخصوصاً من أناس غير قانونيين. هذه الاعتداءات على الدستور لها مخاطر هائلة على المستقبل، نرجو ألا تفتح الأبواب على ما لا تحمد عقباه. ثانياً، هذا البلد لا يحكم إلا بالاعتدال والتفاهم والحوار، انطلاقاً من هذه المبادئ نقول إن هناك فريقاً كبيراً في لبنان، يتوجس من أن هناك ألغاماً موجودة في الورقة التي أتت من أجل إنشاء المحكمة الدولية هذه، ولا بد من تأليف لجنة قانونية من الفريقين لدرسها والوصول إلى تنقية هذه الورقة من كل الألغام». أضاف: «في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، لا يمكن انتخاب رئيس جمهورية إلا بالتوافق، فلنتوافق على اسم والجميع يمشي في ذلك. هذه الحكومة كان فيها الثلث الضامن ولماذا لا يكون هذا الثلث الضامن موجوداً في الحكومة الجديدة؟ وخصوصاً أنه عندما كان الثلث الضامن في هذه الحكومة، لم تحصل أية مشكلات، بل كان التفاهم سيد الموقف» .
كما زار الجميل معزياً النائب أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري.
وتوجّه الجميل إلى عين التينة لشكر الرئيس بري على حضوره مراسم تشييع الوزير بيار الجميل، والتباحث معه في العرض الذي تقدم به كرامي وغيره من العروض والأفكار المطروحة. وقال بعد اللقاء «إن استشهاد بيار بالنسبة الينا لا نفهمه إلا في خدمة الوطن وفي هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن، والوطن في أمسّ الحاجة للمساعدة لإنقاذه من المحنة التي يمر بها».
أضاف: «كانت مناسبة للتشاور مع الرئيس بري في كل المعطيات السياسية التي يقدرها الجميع، ونأمل تعاون كل المخلصين وأن نستطيع وضع بعض الأفكار على السكة حتى نستطيع إذا وفّقنا الله أن ننقل - ولا نريد أن نعطي آمالاً في غير موضعها - هذا الصراع من جو التشنج الموجود إلى جو الكلام السياسي، فربما هذا الكلام السياسي يؤدي إلى حلحلة أعتقد أن كل اللبنانيين في حاجة إليها».
وزار وفد من «حزب الله» يضم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وعضوي الكتلة النائبين علي عمار وأمين شري الرئيس بري في حضور النائب علي حسن خليل. ولدى مغادرته عين التينة بادر رعد الصحافيين بالقول: «لدى الرئيس بري الخبر اليقين وصبر المعارضة شارف على النفاد، وما لم تتحرك المعارضة بخطوات متوقعة فالفرص متوافرة لبقية الوقت حتى تكون هناك مبادرات جدية تعالج الأزمة السياسية التي محورها الشراكة الحقيقية في القرار السياسي الضامن لمستقبل البلاد وللتوازن الوطني في البلاد. نحن نترقب أن نستمع الى شيء جديد في هذا المجال، لكن للأسف كل ما يطرح من أفكار هو دون المعالجة الحقيقية لأسباب الأزمة الراهنة». أضاف: «المعارضة ماضية في خيارها وفي تحركها، والحكومة التي يستولي عليها فريق مستأثر ومتفرّد ستتحمل المسؤولية الكاملة عن التطورات».
سئل: هل أطلعكم الرئيس بري عما قيل عن أفكار جديدة طرحها عليه الرئيس أمين الجميل؟ أجاب: «استمعنا إلى بعض هذه الأفكار التي لم ترق بعد إلى مستوى المعالجة الحقيقية. وقد سمعناها من قبل على لسان رئيس الحكومة وبعض أقطاب السلطة».
واستقبل بري وفداً من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة رئيسه الوزير السابق علي قانصو.
(الأخبار)