نعمت بدر الدين
يبدو أن قرار استقالة وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ قد أدى الى استقالة الحياة في وزارة الخارجية التي تعيش حالة من الشلل منذ تقديم الوزير استقالته.
باحة الاستقبال في قصر بسترس هادئة، لا يعكر صفوها الا دخول وخروج الموظفين الإداريين وموظفي المراسم الذين بات حضورهم كغيابهم، فلا زوار ولا وفود حتى موقف السيارات يبدو فارغاً ما خلا وجود عناصر قوى الأمن الداخلي المولجين بالحراسة.
استقالة الوزير صلوخ لا تنعكس شللاً للحياة في قصر بسترس والمباني الملحقة به، التي يشغلها سفراء وديبلوماسيون فقط، بل تتعداه الى السفارات والقنصليات العامة اللبنانية في الخارج. فالفراغات بدأت تتسع فيها نتيجة إحالة بعض السفراء على التقاعد وهي ستتسع أكثر بعد أن وقع رئيس الجمهورية مرسوم مناقلات السفراء من الخارج الذي كان قد وقّعه الوزير قبل الاستقالة، وخاصة أن بعض السفراء في الخارج قد تم نقلهم وجرى ترفيع بعضهم الآخر.
أوساط دبلوماسية أفادت «الأخبار» أن كل سفارات لبنان في الخارج تعاني الفراغ، وأبرزها سفارة لبنان في كل من: السعودية، نيويورك، باريس، واشنطن وطوكيو، وأبرز القنصليات العامة هي: نيويورك، ريو دي جانيرو، الإسكندرية ديترويت. وأشارت الأوساط الى أن سفارة باريس مثلاً، التي كانت ترأسها السفيرة سيلفي فضل الله، ستفرغ بعد أن نقلت الى الأونيسكو في باريس. وقالت الأوساط إن قرار الالتحاق الذي قد يصدر لحلحلة بعض المناقلات العالقة لا يحتاج بالضرورة الى قرار سياسي، بل الى قرار إداري يستطيع توقيعه مدير الشؤون الإدارية أو الأمين العام بالوكالة. وتضيف ان هناك بعض قرارات الالتحاق سيتم تحديدها في القريب العاجل لتلتحق بقرار الى الخارج ومنها الى نيويورك وديترويت.
أحد السفراء الذين تم تعيينهم، وينتظر توقيع اعتماده، يخشى أن تؤدي السياسات «الكيدية» بين رئيسي الجمهورية والحكومة الى تجميد توقيع أوراق اعتمادهم، ويؤكد هذا السفير أن البعض نصحه بالصبر لأن الأمور كلها معطلة بانتظار تعيين حكومة جديدة، لكنه يعترض ويقول إن التعيينات قد تم إقرارها في جلسة مجلس الوزراء ويجب الانتهاء منها. فقد انتظرت أربع سنوات لتخرج من الدرج، وهل اليوم تحتاج الى سلطة جديدة؟ التصنيفات، الترفيعات، التعيينات: كلها مستقيلة باستقالة الوزير.
«ارحمونا. لدينا عائلات وحياة اجتماعية». صرخة وجّهها سفراء ودبلوماسيون يعانون على المستوى الشخصي. «فلا مدارس ولا جامعات ولا استقرار عائلياً. لا نعرف متى سيبلّغونا: احزموا الحقائب، ستلتحقون».