طرابلس ــ نزيه الصديق
بدت الحياة في مخيم نهر البارد طبيعية طوال نهار أمس، بينما استمرت المساعي لمعالجة التمرد الذي حصل منذ يومين ضمن حركة فتح الانتفاضة، وقادها العقيد شاكر عبسي تحت عنوان «فتح الإسلام»

الحياة عادت إلى طبيعتها، ففتحت الأسواق التجارية أبوابها، ونزل أهالي المخيم للتبضع، وكأن شيئاً من التوتر الأمني والظهور المسلح لم يكن، فيما ذهب التلامذة إلى مدارسهم، وسط إجماع في الشارع الفلسطيني على ضرورة معالجة الشأن الفلسطيني بتروٍّ وحكمةمن جهة ثانية، استمرت الاجتماعات لمسؤولي الفصائل وقيادات المقاومة الفلسطينية في الشمال طوال أمس بغية حلّ المشكلة بطريقة سلمية، وهو ما أثمر تراجع المظاهر المسلحة، وحصرها داخل المراكز. وأكد المسؤول الأمني والسياسي لـ«فتح الإسلام»، المنشق عن فتح الانتفاضة، أبو حسين لـ«الأخبار» أن «البيان الذي أصدره الفصيل واضح من حيث المضمون، وأنه ليس موجهاً للداخل الفلسطيني في المخيمات». وقال إنهم «مهتمون بالاستقرار الأمني، وحريصون على عدم إهراق الدم الفلسطيني الذي لا يخدم القضية الفلسطينية بشيء». ورأى أن الظهور المسلح بالأمس قد انتهى وبات محصوراً داخل المراكز فقط.
وتحدّث أبو حسين عن أبعاد تحركهم، وتوجههم، موضحاً أنهم «يرتكزون في موقفهم على رفض التوطين، والعودة إلى الوطن بعد التحرير». وأضاف أن تحركهم «هو لتصحيح الخلل وتصويبه، لأنه لا يجوز أن نكون أداة لأي طرف أو فريق أو دولة خارجية، ولا نقبل أن نكون ورقة بأيدي أحد سواء لجهات خارجية أو داخلية». كما شكا التركيبة التنظيمية للفصائل كافة لأنها «كانت مبنية على قيادة الرجل الواحد، الأمر الذي أدى إلى الانحراف عن القضية المركزية، وهي تحرير فلسطين، والتي أنشئت من أجلها كل الفصائل الموجودة اليوم التي سقط من أجلها آلاف الشهداء».
ورفض أبو حسين إدخال الفلسطينيين والمخيمات في السجالات السياسية اللبنانية قائلاً: «إننا ضيوف على لبنان، ومعنيون بتخفيف أزماته، ونرفض الوقوف مع طرف دون آخر، والأيام القادمة سوف تشهد أننا حياديون في الوضع الفلسطيني داخل المخيمات، كما في الشأن اللبناني».
وبالنسبة إلى الاتجاه نحو الفكر الإسلامي، علّق بقوله: «مع الاحترام لكل الأفكار الأخرى، وبعد تجارب عديدة رسخت لدينا القناعة بأن لا سبيل لتحرير فلسطين إلا عبر الفكر الإسلامي، وقد لمسنا في المسائل الداخلية التنظيمية ظلماً لكثير من الكفاءات، والسبب أن القيادة لا تحبذ الفكر الإسلامي، وبدأت تضيّق علينا لثنينا عن الفكر الإسلامي الذي بدأنا التوجه فيه».
ورأى أن «تركيبة الحركة الحالية لم تعد تخدم قضية تحرير فلسطين التي ناضلنا من أجلها، واستشهد مئات الآلاف من أجل تحقيقها».
وختم بالقول: «إننا لسنا مع العداء للفصائل، ونحن دعاة سلام، وتحاور لتصويب المسار باتجاه تحرير فلسطين، ولدينا مع الفصائل منافسة شريفة على هدف الوصول إلى فلسطين».
ورأى أن الأحداث الأخيرة في المخيم هي مضخمة إعلامياً حيث «لا يوجد تنظيم قاعدة في المخيمات»، داعياً الجهات الأمنية إلى كشف الملابسات من خلال التحقيقات مع الموقوفين، مشيراً إلى أن «تشبيه المخيم في الإعلام كأنه مرتع لتنظيم القاعدة هو تجنٍّ بحق الشعب الفلسطيني داخل المخيم».