strong>راجانا حميّة
جهّز طلّاب «المعارضة» عدّة «النزلة» إلى الشارع، وبات عليهم انتظار الكلمة الفصل التي ستعلن الموعد الرسمي لهذا التحرّك. ثمانية أحزاب أعلنت التعبئة العامّة في مواجهة الحكومة، فيما بقي حزب واحد على الحياد «لا 8 ولا 14» ريثما تتبلور نظرة الأحزاب الثمانية لورقته «الإصلاحية».
حزب الله «عرّاب التحرّك» أبدى استعداده للتظاهر «والبقاء في الشارع إن استدعى الأمر». واكتفى المسؤول في التعبئة التربوية يوسف البسّام بإعلان «الجهوزية وانتظار الساعة الصفر»، مؤكّداً أنّ التظاهرة ستكون مفاجئة في «كل شيء حتّى الأعداد».
وأكّدت حركة أمل كلام «حليفها» حزب الله، وفضّل مسؤول قطاع الطلّاب والشباب حسن اللقيس الخوض في التفاصيل مشيراً إلى أنّ الهدف «ليس فقط إسقاط الحكومة اللاشرعية واللادستوريّة، بل إعلان فشلها على الملأ بلسان قائدها، وأن يعترف بأنّنا شركاء حقيقيون ولسنا مجرّد أرقام على طاولة جيفري فيلتمان».
ويتبنّى مسؤول قطاع الطلّاب والشباب في الحزب القومي السوري الاجتماعي صبحي ياغي كلام اللقيس، مؤكّداً أن «الشارع بات الحل الأمثل لإسقاط حكومة أثبتت فشلها منذ قيامها»، مبدياً استعداد «الحزب للنزول في أيّ لحظة يأمر بها الحلفاء».
«أمر» الحلفاء يترقّبه أيضاً شباب «حملة رفض الوصاية الأميركية» لإسقاط «حكومتها»، كما يشير أمين سر الحملة هشام طبّارة.
وأسف التيّاران العوني والمردة لهذا التأخير في إعلان الموقف من الحكومة. وأشار مسؤول قطاع الشباب والطلّاب في المردة محسن تولاتي إلى أنّه كان «من المفترض إسقاطها لحظة تعيينها لأنّها لم تمثّل الأطراف جميعاً ولأنّنا إلى الآن لم نشهد بنداً مطبّقاً من بيانها الوزاري»، مطالباً بالتمثيل الحقيقي للمعارضة لكن هذه المرّة بشرط «أن يكون التمثيل يفوق الثلث المعطّل!».
وفيما أشاد مسؤول الطلّاب والشباب في التيّار العوني فادي حنّا ببعد نظر «الشيخ سعد الحريري حينما وصفنا بالأوهام»، طلب منه انتظار «الغد ليرى الأوهام تُسقط حكومته اللادستورية».
حركة الشعب كانت أشدّ وضوحاً من غيرها وقد تكون الوحيدة التي كشفت عن تفاصيل نشاطها، بدءاً بالمعرض المتنقّل الذي سيكون حاضراً في التظاهرة تحت عنوان السلم الأهلي بعد جولته على المناطق والجامعات اللبنانيّة، وسيعرض صور المجازر والدمار والقتل في حرب «75». وأشار مسؤول الطلّاب بلال طي إلى أنّنا «ننزل معهم للهدف ذاته لكن ليس لحكومة الوحدة الوطنيّة بل للحكومة الوطنيّة التي يتمثّل فيها الوطني فقط، لا من أثبتت الحرب تورّطه في التعامل مع العدو»، مطالباً بمحاسبة «الكل» قبل تمثيل شعب بأكمله.
أمّا الحزب الشيوعي اللبناني فيخرق القاعدة مجدّداً كما جرت العادة، ويقف بعيداً عن الدولة ومعارضيها ويتبنّى برنامجاً خاصّاً به... فإن قبل به المعارضون، كان معهم وإن رفضوه جهّز «نزلة» على طريقته ضد الاثنين، وهذا ما يبدو مرجّحاً. فهو لم يعطِ كلمة السر حتى هذه اللحظات وربّما «لن يعطيها»، حسبما يؤكّد مسؤول قطاع الشباب والطلّاب في الحزب سمير دياب، إذا بقي الطرفان على مواقفهما.
ويشرط دياب مشاركة الحزب بأربعة بنود تحدّث عنها الأمين العام الدكتور خالد حدادة في مبادرة الحزب الإنقاذية، تبدأ بإنشاء حكومة وحدة وطنيّة مؤقّتة لمدّة ستّة أشهر تكون مهمّتها إصدار قانون انتخابي ديموقراطي على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي، وينتج منها انتخابات نيابيّة مبكّرة.
غير أنّ الطامّة الكبرى كانت في البند الرابع وهو استقالة رئيس الجمهورية، وهو ما يعارضه بشدّة معظم المعارضين... المؤيّدين للرئيس، فكان الرد بأنّ عدم مشاركة الحزب الشيوعي لن تلغي التظاهرة ولن تكون عائقاً أمام إسقاط الحكومة «مع الإبقاء على لحوّد حتى آخر دقيقة».