نادر فوز
أعلن السيد حسن نصر الله منطقة وسط بيروت مكاناً للاعتصام المفتوح لإسقاط الحكومة. قبل يوم واحد من موعد «التجمّع الشعبي»، تغيّرت الحركة في «سوليدير»، رغم استمرار «تقاتل» المواطنين على مواقف السيارات.
بالقرب من السرايا، تمترست آليات لفوج «المغاوير» وتوزّع «الفهود» في الزوايا في ظل تواتر المصوّرين الذين ركّزوا عدساتهم على مقرّ الحكومة وأجوائه الأمنية المحيطة.
افتقدت مقاهي ومطاعم «ساحة الساعة» لزبائنها وفرغت الساحة من المارة، ما خلا موظفي بعض الشركات المتمركزة في «الممرات» المجاورة. وقف عدد من الموظفين خارج محالهم، امتدّ وقت الاستراحة من نصف ساعة إلى فترة غير محددة. تحدثوا عن إمكان الإقفال يوم الاعتصام «لأنّ المعتصمين لن يشربوا قهوة بأربعة آلاف وخمسمئة ليرة»، وبالطبع لأنّ الوصول إلى «سوليدير» سيكون شاقاً وسط إجراءات أمنية مشددة. ويشكو جميع أصحاب المحلات من استمرار الأجواء المتوترة التي تنعكس سلباً على أعمالهم وتجارتهم. وفيما قام عدد من الزبائن بالتساؤل عن وجود عناصر أمنية من حزب الله تقوم بالحراسة ومراقبة محيط «التجمع»، كان قسم آخر يصرّ على أنّ التواجد في الوسط التجاري أمس هو أمر طبيعي، لا بل واجب لأن من يرد الاعتصام اليوم يسع إلى «منعنا من استعادة حياتنا الطبيعية والقضاء على أعمالنا».
عند أحد مداخل ساحة النجمة، كان عناصر من الجيش يفتشون حقائب بعض المواطنين المتوجهين إلى «الساعة». يوجّه «الوطن» ملاحظة لزميله ينبّهه فيها «إنده له أستاذ وليس معلّم».
على امتداد الطريق المؤدية من «ساحة المقاومة» إلى «ساحة الحرية»، استمرّت الحفريات على الأرصفة وسط تدني حركة سير السيارات بشكل ملحوظ. وفي ساحة الشهداء، عكّر مرور آليات «المغاوير» صمت خيمة «ثورة الأرز» التي بدت وحيدةً بانتظار جماهير جديدة ستهتف من جديد لإسقاط الحكومة، كما فعلت سابقاً لدفع الرئيس كرامي إلى الاستقالة.
في المقابل، استقبل كالعادة ضريح الرئيس الحريري عدداً من الزوار والمصلّين، فيما انتشر أمن «الضريح» من حوله. بالقرب من مبنى الزميلة «النهار»، وصل عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي. توجّه أحدهم إلى أحد المقاعد الخشبية المجاورة؛ وجّه بعض زملائه بلهجة عسكرية، تزنّر بجعبته ثم سحب جهازه الخلوي. اختلفت نبرة صوته بين «توزّعوا إثنين إثنين على كل زاوية» و«حياتي لا تخافي ما في شي». بعد عدّة دقائق من الغزل، عاد إلى تجهّمه وراح يلقي السلام على بعض المدنيين المجودين في المكان، ثم توجه إلى إحدى سيارات «الطوارئ» ليستمع إلى جهاز الراديو. بالقرب من الزاوية نفسها، تجمّع عدد من الموظفين في ثيابهم الأنيقة. دار حديث مشابه لذاك الذي جرى بين موظفي أحد مقاهي «سوليدير». لكن سرعان ما تطوّر ليتناول النقاش الوضع السياسي العام ونتائج إسقاط الحكومة وإمكان تدهور الوضع الأمني.
سائقو «التاكسيات» تأثروا أيضاً بإعلان «السيد»، إذ شحّ «عملهم» وسط انعدام المارة وانكفاء زوّار «سوليدير».