رأى الرئيس نجيب ميقاتي «أن الظرف الحالي هو الأفضل لبلورة موقف لبناني مستقل وجامع بعيداً عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية التي جرت علينا الويلات في السابق».وقال ميقاتي في حديث إلى قناة «الجزيرة»: «إن السجالات السياسية التي نشهدها حالياً خطيرة جداً لأنها تزيد حدة الانقسام والتباعد، ومن غير المقبول بعد التضامن الذي حصل خلال العدوان أن نعود إلى أجواء تتيح لإسرائيل أن تأخذ في السياسة ما عجزت عن تحقيقه عسكرياً». أضاف: «إن السياسة المتبعة في لبنان والقائمة على اللحاق بالمحاور الإقليمية والدولية والواقع السياسي الناتج منها هما السبب المباشر في ما وصلنا إليه، من هنا التقينا بوصفنا رؤساء حكومة سابقين وأطلقنا الصرخة عالية إلى جميع الأطراف للتوحد انطلاقاً من الثوابت الوطنية التي أجمعنا عليها في اتفاق الطائف. وإن مذكرة التفاهم التي أصدرناها تشكل أساساً للحل المطلوب لإنقاذ البلد، ولم نرد منها أن نكون طرفاً في السجال الحاصل».
ورداً على سؤال قال ميقاتي: «إذا كانت إسرائيل نفسها قد اعترفت بهزيمتها في لبنان، وتدور في داخلها سجالات حادة حول المسؤولية عن خسارتها، فكيف يمكن ألا نجاهر نحن اللبنانيين بالقول إن ما حصل انتصار. ليست المقاومة وحدها التي انتصرت، بل كل لبنان ايضاً، وانتصار لبنان رفع رأس كل مواطن عربي». وقال: «إن هذه الحكومة غير قادرة على مواجهة الأزمات الداخلية التي نعاني منها، وكنت أول من طالب بتشكيل حكومة اتحاد وطني، ولكنني أخشى في ظل الانقسام الحاصل أن تؤدي استقالة الحكومة من دون الاتفاق المسبق على البديل إلى فراغ دستوري». وناشد الرئيس نبيه بري بأن «يقوم بالدور التوفيقي الذي أداه دائماً ويدعو إلى استئناف الحوار لتشكيل حكومة اتحاد وطني على أن تتولى هذه الحكومة مسؤولية استكمال الحوار».
وأشار ميقاتي إلى «أن موقف المملكة العربية السعودية كان دائماً داعماً للبنان وقضاياه المحقة، ويدعو إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف. كما أن مبادرة السلام التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت في السابق لا تزال تشكل الإطار الصالح لقيام سلام عادل وشامل في المنطقة يحفظ الحقوق العربية».
وإذ أكد أنه لا يخشى حصول فتن طائفية أو مذهبية، مشيراً إلى أنه «لا يوجد شيء اسمه سنية سياسية» محذراً «أياً كان من جر الطائفة إلى مواقع لا تريدها وليست من طبيعة دورها. نحن فوق الصغائر ونحن دائماً الطرف الذي يوحِّد».
(وطنية)