رزان يحيى
«الحالة الاقتصادية صعبة»... جملة يردّدها معظم طلاب الجامعات، رسمية كانت أو خاصة. لذلك، يعمل العديد منهم إلى جانب دراستهم. ولهذا يختارون من الجامعات تلك التي تقدم لهم تسهيلات عبر التقسيط والمساعدات المالية

ضاعفت حرب تموز من المعوّقات الاقتصادية أمام الطلاب. نانسي، طالبة سنة ثانيـــــــــة إدارة أعمال في «السي. أند. إي»، تعـــــــــــمل صيفاً وشتاءً لتـــــــــؤمّن قسط جامعتها، مع الحد الأدنى من المصـــــــاريف «الضـــــــــــرورية». خلال شهـــــــــــر تموز، لم تتوقف نانسي عن العــــــــمل، علماً بأنـــــــها كانت تتكبّد الخطر خلال تــــــــنقلها من العــــــــمل وإليه.
إلا أن الشركة حسمت 25% من راتبها الذي لا يتعدى أصلاً « الحد الأدنى بكثير». تقول نانسي إنها لا تستطيع أن تؤمن قســــــــطها لهذه السنة، ولذلك تبحث عن جامعة «أرخص مع إنو بحس صيت جامعتي منيح».
هناء، طالبة في السنة الثالثة ــ مختـــــــبر طبي في الـ AUST، تـــــختـــــــصر حال الطلاب العاملـــــــين. فهي، كالكثير من زميلاتها، تضـــــــطرّ للــــــعمل تسع ساعات يومياً، إضافة إلى قضاء أربع ساعات داخل الحرم الجامعي كحد أدنى، وساعتين للتنقّل بين العمل والجامعة والمـــــــــنزل، وبهذا يــــــــكون «نهاري مفوّل». تضيف هناء أنــــــها تأخذ الحد الأدنى من الأرصدة المسموح به لأن هذا هو القدر الذي تستطيع تأمين دفعاته.
«أنا تعبت السنة الماضية وما أخذت علامات كـــــــــتير منيحة، لذلك كنت أنوي أن أعمل double shift في الصيف، حيث لا جامعة تلاحقني، ثم أرتاح شتاءً من العــــمل وأتـــــــفرّغ للدراسة». لكنّ هناء لم تستطع التوقّف عن العمل، لأنّ الحرب جرّدت أخاها من عمله. كذلك لم يســـــــتطع والدها الوصول إلى مقر عمله الذي يقع في الضاحية. وبذلك، لم تصحّ فرضية تأمين ثلثيْ القسط مع نهاية الصيف، كما كان مخطّطاً.
تؤكّد هناء مجدداً أن تداعيات الحرب لم تقتصر على الحسم من رواتب البعض أو «قلب» عمل الموظّفين من دوام كامل (full timers) إلى (part timers)، وبالتالي خفض الرواتب إلى النصف، بل أضاعت الحرب أيضاً فرص عمل كانت قد توافرت بصعوبة قبل الحرب.
حال علي مروة، ابن الضاحية الذي دمر منزله لا تختلف كثيراً. فعمله في إحدى الشركات توقّف طوال فترة الحرب، وعاد بعد انتهائها. لكن «البيت على الأرض، وأهلي لا يستطيعون مساعدتي كثيراً بعد الآن». خيار علي البحث عن جامعة أخرى «أرخص، إذا وجد».
إذاً، من الخيارات المحدودة للطلاب الذين يعملون لتأمين سعر الــ credit تغيير الجامعة أو تأجيل عامهم الدراسي سنة على الأقلّ حتّى تعود المياه إلى مجاريها، فيما يبقى السفر الخيار القديم الجديد.
من جهتها، تحاول بعض الجامعات الخاصّة تسهيل أمور طلابها من خلال خفض تسعيرة الأرصدة وسياسة التقسيط الطويل الأمد ومراعاة أوضاع الطلاب.