اتهم «اللقاء الوطني اللبناني» المعارض من سمّاهم «المجموعة الحاكمة» بـ«افتعال حالة الانقسام لإدخال لبنان في نفق الحروب الطائفية»، معلناً تأييده لمذكرة التفاهم التي وقعها رؤساء الحكومات السابقون، فيما اكد الرئيس عمر كرامي ان مسألة الوجود السوري في لبنان وخروجه منه كانت مرحلة من التاريخ انتهت. وعلمت «الأخبار» ان اللقاء اللبناني سيقوم بتوقيع «مذكرة التفاهم» خلال اجتماع يعقد في منزل كرامي يوم الاثنين المقبل.وكان اللقاء قد عقد اجتماعه الدوري امس برئاسة كرامي في منزل عضو اللقاء خالد الداعوق الذي تلا بياناً أصدره المجتمعون حمل في مستهله على «المجموعة الحاكمة التي تحاول تصعيد الموقف السياسي باتخاذ مواقف خطيرة تنال من أمن لبنان واستقراره عبر خطابات وتصريحات مشبوهة ومفتوحة التوجهات، وتتماهى مع الجهود الاسرائيلية - الأميركية العاملة على إلغاء ثمار المقاومة في لبنان، عاملين على دفع البلاد نحو الفتنة الطائفية والمذهبية، محاولين تشويه وتزوير حقائق الصمود والانتصار على العدو الصهيوني». واعتبر «اللقاء الوطني» «ان هذه الخطابات المنحرفة التي يتم تحريكها بتعليمات من الخارج، لن تعوّق العمل على توحيد الصف الوطني والعربي الساعي الى اخراج البلاد من حالة الانقسام التي تفتعلها الفئة الحاكمة لإدخال لبنان في نفق الحروب الطائفية».واعلن اللقاء تأييده لمذكرة التفاهم التي وقعها رؤساء الحكومة السابقون «والتي تتضمن جملة من الثوابت الوطنية لبناء الوحدة الوطنية وتطبيق العدالة الاجتماعية وبناء الحضارة الانسانية». داعياً جميع اللبنانيين الى الالتفاف حولها.
ودان اللقاء «أداء فريق الاكثرية الوهمية في الحكومة لجهة تجاوز الدستور والقوانين وتفكيك مؤسسات الدولة والمماطلة في اعادة الاعمار»،كما دان الخروق الاسرائيلية اليومية برا وبحرا وجوا والتي تنال من كرامة لبنان وسيادته في محاولة خبيثة للنيل من صمود اللبنانيين، ومن الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة البطلة.
وتوقف اللقاء عند زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة «لتأكيد الموقف الاميركي المنحاز، والمتمثل بإسقاط الحكومة الفلسطينية ودعم الحكومة اللبنانية». وشجب « ما يجري على الساحة الفلسطينية من اقتتال بين ابناء الشعب الواحد والقضية الواحدة».
وافاد البيان أن المجتمعين تساءلوا عن «الصمت الرسمي المعيب في حق اللبنانيين وفي حق سيادتهم واستقلالهم، ام إن اولويات الاكثرية الوهمية اليوم هي كيفية نزع سلاح المقاومة الشريفة التي انتصرت على العدو الصهيوني، وألتي اصبح للبنان من خلاله سيادة واستقلال حقيقي».
كما تساءل المجتمعون «عن مهمات قوات اليونفيل هل هي لمراقبة الانتهاكات الاسرائيلية وحصرها، ام مهمتها هي حماية الكيان الصهيوني وغض النظر عن التجاوزات التي يرتكبها هذا العدو».
وفي حوار مع الصحافيين رد كرامي على سؤال لبنان الى اين في ظل الحملات والحملات المتبادلة فقال: «الواضح ان البلد منقسم، وهذه التصريحات التي تصدر في كل المناسبات تكون نبرتها مرتفعة جدا وغير مسبوقة في اسلوبها، وهذا لم نتعوده في حياتنا السياسية. طبعا هذه الامور توتر الاجواء، لذلك نحن اصبحنا نشك في ان القوى الخارجية هي التي تدفع فئة معينة من اللبنانيين الى التصعيد. ونعود ونؤكد ما كان يقوله الاميركيون دائما عن الفوضى البناءة، وهذا ما يحدث في العراق وما شهدناه بالأمس في فلسطين.
وعن اتهام فريق الاكثرية للمعارضة بأنها تدار من «ريف دمشق» رد كرامي بالقول: «مع الاسف هناك تناقض في اقوالهم، اليوم سوريا موجودة على الحدود وهي دولة عربية وشقيقة، ونقول ذلك من منطلق اننا اكثر الناس الذين حوربوا من الامن السوري في لبنان وكل الناس يعرفون، وعندما نتحدث فكتابنا مفتوح وأبيض وكل الناس يرونه. نحن نتحدث وهم يتحدثون انه يجب ان يكون هناك احسن العلاقات مع سوريا، هل تريدون ان تكون سوريا عدوة ونقفل الحدود؟ لقد اعلنوا ذلك واذا كانوا يريدون علاقات مع شقيقة، واحسن العلاقات، فإن الطريقة التي يتعاملون بها مع سوريا لا توصل الى هذه النتيجة. ثانياً نحن نقول ونعلنها ان سوريا دخلت الى لبنان بقرار دولي وعربي وبقيت فترة طويلة فيه وخرجت بقرار دولي وعربي، هذه مرحلة من التاريخ انتهت، وللاستعمال الداخلي وللاستغلال الداخلي ولاثارة العواطف يعودون ويقولون إن سوريا تفعل هذا لانها ستعود. أعلنّا مرارا وتكرارا أننا اول من سيقاتل سوريا اذا كانت ستعود ولنخرج من هذه القضية».
(الأخبار)