تراوحت ردود الفعل على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب بين الترحيب بانتشار الجيش اللبناني والتحذير من مخاطر استمرار احتلال منطقة الغجر.وفي هذا الإطار أكد وزير الخارجية فوزي صلوخ، في حديث إذاعي، «أن إسرائيل لم تنسحب تماماً من كل الأراضي اللبنانية، وهي كعادتها تريد أن تترك قنبلة موقوتة على غرار المستعمرات في القرن العشرين». وأوضح أن الحكومة اللبنانية «لم تتسلم حتى الآن أي طمأنة من الأمم المتحدة وتنتظر تقريراً مفصلاً عن الانسحاب الإسرائيلي من قوات حفظ السلام».
وطالب صلوخ الأمم المتحدة «بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الغجر وبتسليم خرائط الألغام التي زرعتها في الحروب الماضية والتي يعاني منها المواطن الجنوبي وبتسليم خرائط أماكن زرع القنابل العنقودية». ورحب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري بانتشار الجيش في القرى والمناطق الجنوبية التي انسحبت منها قوات العدو الإسرائيلي للمرة الأولى منذ 30 عاماً. وقال الحريري في تصريح أمس: «إن انتشار الجيش اللبناني في هذه المنطقة، يشير إلى بداية مرحلة جديدة ترتب على الدولة مسؤوليات بسط سلطتها في شكل كامل وفاعل، والحفاظ على السيادة ومنع الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية وتأمين الأمن والاستقرار ومستلزمات العيش الكريم للمواطنين هناك». وأضاف: «إن فرحة اللبنانيين بالانسحاب الإسرائيلي لن تكتمل إلا بعد تحرير الجزء اللبناني من بلدة الغجر ومزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا وعودة الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية».
من جهتها رأت «جبهة العمل الإسلامي» أن الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب «انسحاب التفافي وناقص ويسمح للعدو الصهيوني بعمليات الانقضاض والقضم، وإن عدم انسحابه من منطقة الغجر هو بمثابة فتيل مشتعل آخر تماماً كما هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا». ودعت الجبهة «الحكومة إلى التنبه إلى هذا الأمر وعدم التساهل فيه».
(وطنية)