عبدو سعد ٭
استطلاع مركز بيروت للأبحاث والمعلومات حول رئاستي الجمهورية والحكومة وأداء السلطة

  • عون يتقدّم على جعجع بين 3و4 أضعاف سنياً ومسيحياً
  • 70% يؤيدون قيام حكومة اتحاد وطني
  • السنيورة يتقدّم منافسيه رغم انتقاد حكومته
  • غالبية تؤيد انتخابات نيابية مبكرة

    يشير الاستطلاع إلى أن غالبية اللبنانيين (70%) يرغبون في تأليف حكومة وحدة وطنية، وأظهر الشيعة (96،7%) الحماسة الأشد لتأليف حكومة كهذه ولا سيما بعيد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موقفه في هذا الشأن، ثم جاء المسيحيون (71.2%) الذين عبروا، قبل إعلان حزب الله عن موقفه، عن رغبتهم بإعادة تكوين السلطة وإنشاء حكومة وحدة وطنية. واللافت للنظر انقسام آراء السنة تجاه تأليف حكومة اتحاد وطني، بحيث تقاربت نسب التأييد والرفض مع ارجحية بسيطة للأخيرة (48،6% مقابل 51،4%)، فيما كان الاتجاه الغالب لدى المستطلعين الدروز (60.9%) معارضة انشاء حكومة وحدة وطنية قد عارض إنشاء حكومة وحدة وطنية، وهو ما ينسجم مع موقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط المتحالف مع تيار المستقبل.
    وبالمقارنة مع الاستطلاع الذي اجراه مركز بيروت للأبحاث والمعلومات ونشر في جريدة «السفير» بتاريخ 31/01/2006 يلاحظ وجود انخفاض ملموس في نسبة تأييد تأليف حكومة وحدة وطنية من (82،2%) الى 70% في الاستطلاع الحالي، ويعود ذلك الى ارتفاع منسوب الاحتقان في الاجواء السياسية ولكون قيام حكومة اتحاد وطني بات طرحاً جدياً ومركزياً لقوى سياسية مقابل قوى سياسية اخرى.
    وأظهر الاستطلاع أن الرئيس فؤاد السنيورة يحظى بنسبة التأييد الأعلى لرئاسة حكومة اتحاد وطني ( 32.8%)، إذ عبّرت أكثرية السنة عن تأييدها له (58.1%). فيما يلفت الانتباه أن ما يقارب 15% ممن أيدوا إنشاء حكومة وحدة وطنية قد أيدوا السنيورة رئيساً لها، كما أيدته أغلبية الدروز. وفي المقابل، ايّدت نسبة ضيئلة جداً من المستطلعين الشيعة تولي السنيورة رئاسة حكومة الوحدة لأسباب باتت معروفة.
    بالنسبة إلى السؤال الثالث، أبدى غالبية اللبنانيين عدم رضاهم عن أداء الحكومة السياسي، وخاصة عند المستطلعين الشيعة، إلى حد يقارب الإجماع (94.9%)، وذلك ربطاً بالنقاش الدائر حول موقف الحكومة من العدوان الاسرائيلي ومن سلاح المقاومة. كما أبدى أكثرية المستطلعين المسيحيين (54.4%) عدم رضاهم أيضاً عن الأداء السياسي للحكومة. وفي المقابل، اعربت غالبية المستطلعين من السنة (66،3%) والدروز (69،6%) عن رضاهم على الأداء السياسي للحكومة، في تطابق مع ما تمثله قياداتهم في الحكومة.
    بالنسبة إلى أداء الحكومة تجاه عملية إعادة الإعمار، فقد قوّم الاتجاه الأغلب للمستطلعين (50.8%) هذا الأداء على مستوى «غير مقبول» حيث مثّلت غالبية الشيعة النسبة الأعلى من هذا التقويم (92.6%)، وتكتسب هذه النسبة اهمية خاصة لكون المناطق التي تقطنها غالبية من الشيعة كانت الأكثر عرضة للتدمير وبالتالي اكثر تحسساً لاحتياجات اعادة الإعمار، كما قوّم (41،2%) من المسيحيين سلباً أداء الحكومة الإعماري انعكاساً لموقف التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله.
    وبرغم أن مسألة رئاسة الجمهورية ليست محل نقاش ساخن في الفترة الراهنة، فإن السؤال المطروح بشأنها يعدّ سؤالاً معيارياً لقياس توجهات الرأي العام في شأن مجموعة قضايا سياسية مهمة، بما فيها موضوع الرئاسة، لتبيان حجم التأييد لكلّ من القيادات المسيحية، وخصوصاً في وجود آراء انطباعية متداولة عن تراجع هذا المرشح أو تقدم ذاك.
    ويظهر الاستطلاع وجود استقرار في نسبة التأييد العام للعماد ميشال عون، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بطرس حرب، وتراجع لـنسيب لحود بنحو 4 نقاط (7.6% مقارنة مع 12% في استطلاع أجراه مركز بيروت ونشر في 02/03/2006)، وتقدّم لـسمير جعجع بنحو 3 نقاط (7.5% مقارنة مع 4.4 % في الاستطلاع السابق). هذا على مستوى التأييد العام، أما على مستوى التأييد المسيحي، فيبيّن الاستطلاع استقرار التأييد لنسيب لحود وتراجعاً في نسبة التأييد للعماد ميشال عون بنحو 7 نقاط (39.1% مقارنة مع 46.4% بالنسبة لنتائج آخر استطلاع أجراه مركز بيروت والذي نشر بتاريخ 02/03/2006 ). كما يظهر تراجع بسيط لبطرس حرب بأقل من نقطتين. أما بالنسبة إلى سمير جعجع، فيظهر الاستطلاع أنه تقدّم بنحو 5 نقاط عما كان عليه سابقاً في ما خص التأييد المسيحي، وهو تقدم لافت قياساً إلى نسبة التأييد المسيحي التي كان يحظى بها سابقاً والتي بلغت نحو 9% مقارنة مع 14% نالها في هذا الاستطلاع، وتعدّ نسبة التأييد هذه موازية للقوة التجييرية للقوات كما ظهرت في انتخابات عام 2005.
    وبرغم نسبة التقدّم التي حقّقها جعجع عند المسيحيين، فإنها تبقى غير كافية لمنافسة عون على زعامة المسيحيين، إذ ما زال عون يتمتّع بنسبة تأييد تبلغ نحو ثلاثة أضعاف نسبة التأييد التي يحظى بها جعجع.
    ويبدو أن نسبة التراجع هذه لم تذهب كلها لمصلحة المرشحين الآخرين، فمن المحتمل أن قسماً من هذه النسبة ذهب للذين أجابوا بـ«لا أحد» عن هذا السؤال، إذ بلغت نسبة «لا أحد» أكثر من 22% مقارنة مع 11% في الاستطلاع الذي أجري في آذار الماضي، أما القسم الآخر فمن المحتمل أن يكون قد ذهب لسمير جعجع.
    ويَظهر أن تراجع نسيب لحود يعود إلى خفوت حضوره السياسي في مجال الحوار الوطني، الأمر الذي أضعف موقعه السياسي الذي كان يتمتّع به في السابق.
    واللافت أن المستطلَعين من أبناء الطائفة الشيعية كانوا الأكثر اهتماماً بتسمية مرشّح لرئاسة الجمهورية، إذ بلغت نسبة اهتمامهم (93،8%)، فيما بلغت نسبة عدم المهتمين (6،2%) مقارنة مع نسبة 22% للطوائف الأخرى، وهذا عائد إلى حماستهم الكبيرة لتسمية العماد عون لهذا المنصب، وهو حظي بنحو 87% من تأييدهم.
    لا شكّ في أن نسبة الاهتمام عند اللبنانيين سترتفع مع اقتراب موعد النقاش الجدي لموضوع الرئاسة.
    بالنسبة إلى الانتخابات النيابية المبكرة، أبدى معظم المستطلعين اللبنانيين (67.9%) تأييدهم لإجراء انتخابات نيابية مبكرة؛ إذ بيّن الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الشيعة (94%) والغالبية من المسيحيين (70%) يؤيدون إجراءها. هذا السلوك لا يحتاج إلى جهد لتبيان أسبابه، فهو يعود إلى المواقف التي أعلنتها القيادات الشيعية والقيادات المسيحية البارزة التي أبدت رغبة في إجراء هذه الانتخابات.
    في المقابل، عارضت غالبية ملموسة من الدروز (64.6%) وغالبية محدودة من السنة (54.1%) إجراء هذه الانتخابات مبكراً.
    الجدير ذكره أيضاً، أن السؤال نفسه طرح في استطلاع سابق لمركز بيروت ونشر في جريدة «السفير» بتاريخ 31/01/2006 إذ كانت نسبة التأييد عارمة (77.9%)، مما يعني تراجعها نحو 10 نقاط تقريباً، الأمر الذي يمكن تفسيره بارتفاع وتيرة النقاش السياسي بعد الحرب.
    * مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات


    العينات
    نُفِّذ هذا الاستطلاع في الفترة الواقعة بين 23 أيلول و26 أيلول 2006، وشمل عيِّنة من 800 مستطلَع واعتمدت تقنية إحصائية تلحظ التوزع الطائفي والمناطقي.
    وتضمنتَّ الاستمارة الأسئلة الآتية:
    السؤال الأول: هل تؤيّد قيام حكومة اتحاد وطني؟
    السؤال الثاني: إذا قامت هذه الحكومة، من ترشح لرئاستها؟
    السؤال الثالث: هل أنت راضٍ عن أداء الحكومة السياسي؟
    السؤال الرابع: كيف تقيّم أداء الحكومة تجاه عملية إعادة الإعمار؟
    السؤال الخامس: أي وزارة من الوزارات الخدماتية قامت بواجباتها أثناء الحرب؟
    السؤال السادس: من ترشح لرئاسة الجمهورية؟
    السؤال السابع: هل تؤيد إجراء انتخابات نيابية مبكرة؟