بسام القنطار
استضافت كلية الزراعة والتغذية في الجامعة الأميركية في بيروت، ورشة عمل أمس في مبنى كولدج هول، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة البيئي لرسم خطة لتجميع نماذج ودراسة الضرر البيئي للحرب الأخيرة على لبنان.
وشكلت الورشة مناسبة لتوحيد الجهود التي تقوم بها وكالات الأمم المتحدة ووزارة البيئة بهدف الخروج بخطة عمل موحد لمسح الأضرار البيئية التي خلّفتها الحرب الأخيرة.
مسؤولة التواصل في ملف التلوث النفطي في وزارة البيئة غادة متري أشارت إلى «أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة سيقوم بعملية مسح دقيقة للعديد من المواقع التي تضررت جراء الحرب بالتنسيق مع وزارة البيئة التي سيشاركها خبراؤها أيضاً في كافة عمليات المسح». الخبيرة البيئية سارين كاراجرجيان عدّت الخطوة «مناسبة لاكتساب المزيد من الخبرات الدولية وتعميمها على المستوى الوطني، وهذه فرصة هامة لنا لكوننا خبراء لبنانيين للتعرف إلى المعايير الدولية للمسح، وخصوصاً أن الخبراء عملوا في العديد من مناطق النزاعات في العراق وغزة وكوسوفو، ولكن العبر في الالتزام بنتائج الدراسة والعمل على رفع الضرر والمعالجة».
الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حبيب الهبر شرح لـ «الأخبار» أهداف عمل بعثة برنامج الأمم المتحدة للبيئة المكونة من عشرة خبراء دوليين. وأكد الهبر «أن الخبراء سوف يزورون العديد من المواقع ويأخذوا عينات من التربة والهواء، وسوف تتوزع العينات على قسمين، قسم يذهب إلى وزارة البيئة اللبنانية لتفحص في المختبرات الوطنية، وقسم آخر يذهب إلى مختبر في بريطانيا». وأعلن الهبر «أن تكلفة دراسة الضرر البيئي للحرب ستبلغ حوالى الـ 700 ألف دولار أميركي منحتها الحكومتان النرويجية والسويسرية إلى الأمم المتحدة». وعلل الهبر أسباب تأخر قدوم الخبراء الدوليين «للظروف الأمنية التي لم تسمح بدخول سريع للخبراء الدوليين مع انتهاء الأعمال الحربية». وأشار الهبر إلى «أن الدراسة لن تشمل مسح الأضرار البيئية الناتجة من البقعة النفطية، لأن هذه المشكلة يجري العمل عليها بشكل مستقل منذ فترة».
وكانت الشركة الاستشارية «إيلارد» قد قامت بعملية مسح سريعة للمواقع المتضررة بتكليف من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. مسؤول قسم البيئة في الشركة ريكاردو خوري أعلن أن هذه الدراسة سوف تشكل قاعدة هامة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة للانطاق في الدراسة المعمقة. ويتضمن المسح 75 موقعاً. ومن بين المواقع المتضررة بشكل كبير والتي سيتم التركيز عليها في المرحلة المقبلة: موقع الردميات في الاوزاعي، مرفأ بيروت، مخزن الشرق الأوسط (جبل لبنان)، مصنع الشركة اللبنانية للكرتون (جبل لبنان)، شركة لامرتين للأغذية (البقاع)، الأرز للنسيج (البقاع)، مصنع ماليبان للزجاج ( البقاع)، مصنع ليبان لايه ( البقاع)، مزارع الهرمل، مصنع الجية، محطة الهلالية لنقل الطاقة (الجنوب)، مصنع Fine Tissue (الجنوب)، مصنع صفي الدين للبلاستيك (الجنوب)، مصنع غبريس لمواد التنظيف (الجنوب)، حرائق في الريحان وحرائق في دير ميماس.
من جهة ثانية، كشفت «بيئة على الخط»، خدمة الخط البيئي الساخن من مجلة «البيئة والتنمية»، في تقريرها لشهر تشرين الأول، أخطاراً صحية جسيمة للغبار المنبعث من إلقاء ردميات ضاحية بيروت الجنوبية في مكبات الأوزاعي. وحذر الأستاذ في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية الدكتور إيمان نويهض، «من أن الغبار يؤدي إلى حساسية في القصبة الهوائية، وخصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية مثل الربو». وحذر التقرير من «أن القنابل العنقودية التي ألقتها إسرائيل في حربها الأخيرة على لبنان تهدد الجنوب بالتصحر».