كارل كوسا
«كلّ ساحة في لبنان هي ساحة للشّهداء، وإن ضاقت بعض الساحات بهم»... جملة اختصر بها رئيس بلديّة الغبيري محمّد سعيد الخنسا مأساة كانت سبب نقل شجرة الحرّيّة والحياة من مكانها السابق في ساحة الشّهداء إلى ساحة الشهيد عبّاس الموسوي في بئر حسن. أضاء الشجرة، ليل أمس، تجمّع هيئات المجتمع المدني«للحرّيّة والحياة»، الذي أبى إلاّ أن يُسمّي باسمه شجرة احتضنت بقايا محتويات منازل دمّرها العدوان في الضاحية.
وذكّر رأفت زبداوي، عضو في التجمّع، بأنّ الشجرة فُكَّت من مكانها السابق، منذ 15 يوماً، بموازاة جرف الأضرحة، فكان الإجماع على ساحة بئر حسن، بعد ترحيب من البلديّة. رغبة مماثلة تملّكتهم في نقل الأضرحة، إلاّ أنّها لم تُسلّم إليهم، حتّى الساعة، بعد مُصادرتها. مفرقعات وأناشيد دوّت في المكان لتترجم أبعاد الحدث، ومنها «مين البدّو سلاحي ينزع، منّو سلاحي هوّي المدفع. نصرك هزّ الدني... بالدمّ محصّنة أرضك يا لبنان». أدمى قلوب الزائرين أنّ معظم زينة الشجرة كانت أشلاء لمتعلقات تخصّ أطفالاً.
كلمة التجمّع ألقتها سحر شريف وأكّدت فيها على أن رمزيّة الشجرة باقية ببقاء المقاومة، وهي تعكس «إرادتنا في الحياة التي ضاقت بها صدور القيّمين». وعرَّبَ رئيس بلدية الغبيري اللبنانيّين 3 فئات، كلٌّ يجاهد بطريقته، قسم مع أميركا وحليفتها اسرائيل، وآخَر مع المقاومة، وثالث يُقاوم بالكلمة والإعلام. وتابع قائلاً «حرّيّة بدون مقاومة تُمنح بصكّ موقّت. وأهمّ دلالات الشجرة معنى المستقبل المخصّص للأحرار والشّرفاء»، معتبراً أنّ «بيروت بدون مقاومة لن تكون ما دام هناك سفير يُعطي الأوامر لفئات».