فاتن الحاج
لم يكد العام الدراسي ينطلق في الجامعة الأميركية حتى نشطت القوى والخلايا السياسية في التحضير المبكر للانتخابات الطالبية. فالجو السياسي العام يجعل التحالفات شبه جاهزة. أمّا إعداد لوائح الشطب واختيار أسماء المرشحين، فبدأ منذ الفصل الصيفي، أي قبل أكثر من شهرين من موعد الانتخابات في أواخر تشرين الثاني المقبل. وكانت قوى 14 آذار الطالبية في الجامعة قد عقدت اجتماعاً لتنسيق الجهود بينها، فيما تتكثّف اللقاءات بين مختلف التيارات حتى بعد الإفطار. وينذر الانقسام الحادّ بحماوة المعركة الانتخابية أكثر من أي وقت مضى، كما يقول الطالب وليد أبو ضاهر.
من جهتهم، وزع أمس طلاب التيار الوطني الحر في الجامعة بياناً حمل عنوان «السلطة الساقطة»، تحدّث عن المخالفات الدستوريّة اليوميّة التي تمارسها الحكومة منذ أكثر من سنة ونيّف على استلامها مقاليد الحكم. ودعا البيان الطلاب إلى المشاركة في «الإصلاح والتغيير وإرساء قواعد لبنان المستقبل الذي سينطلق مشروعه في 15 تشرين الأول حيث نأمل لقائكم كثراً، دفعاً لمشروع لبنان الذي نحلم به».
على صعيد آخر، لم يغب صخب الحياة عن الجامعة الأميركية بعد انطلاق الدراسة الأربعاء الماضي. ففيما يفتقد البعض «عجقة» باحتَيْ «الوست هول» و«الماين غايت» والطلاب الجدد، يؤكد البعض الآخر أنّ الحركة أكثر من طبيعية و«العجقة» تخف عادة خلال شهر رمضان. ويذهب مسؤول العلاقات العامة في النادي الفلسطيني علاء صيام إلى القول «إنّ ميزة طلاب الجامعة الأميركية أنّهم قادرون على تناسي الأزمات بسرعة». وعادت الأمور الجامعية تأخذ مكانها في أحاديث الطلاب، بعدما طغى الكلام السياسي في الفصل الصيفي، على حد تعبير صيام.
وتبقى الشكوى المتجددة من زيادة الـ5% السنوية على الأقساط سيدة الموقف، فيما يبدو أنّ زيادة إضافية طاولت هذا العام بعض الاختصاصات دون غيرها، بحيث أصبحت أقساط «إدارة الأعمال» مساوية لـ«الهندسة» قبل الزيادة «المقدّسة». أما إيجار السكن الطالبي فتزداد كلفته فصلاً دراسياً بعد آخر.
وكانت الجامعة قد افتتحت أمس رسمياً السنة الدراسية الجديدة، في احتفال أقامته في قاعة الأسمبلي هول، بحضور رئيس الجامعة جون واتربوري، وأعضاء مجلس الأمناء وحشد من الأساتذة والطلاب والخريجين والموظفين. أعلن واتربوري «أنّه تسجل 7087 طالباً بينهم 908 طلاب في الدراسات العليا، وذلك على رغم أحداث الصيف وشكوكنا ومخاوفنا من المستقبل». وتحدث عن عمل فريق الجامعة لإدارة الأزمات في الحرب والمبادرات المختلفة لاستعمال خبرات الجامعة في التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية.