صور ــ علي عطوي
يستعدّ آلاف الطلّاب للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة الصيف، وتتجه الأنظار صوب الكارثة التي حلّت بالقطاع التربوي، جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، والمحاولات الحثيثة لإنقاذ العام الدراسيّ، مع ما تشكله العودة للمدراس من عبء اقتصاديّ يُثقل كاهل ذوي الطلبة بمتطلّبات المدارس.
في جولة على بعض المكتبات الخاصّة، تبيّن أنّ حركة شراء الكتب المدرسيّة المستعملة تنتعش هذه الأيّام، وخصوصاً أنّ المدارس ستفتح أبوابها قريباً.
يقول حسين رضا (صاحب إحدى المكتبات): "إنّ الكتاب المستعمل هو الكتاب الأكثر مبيعاً، مع انعدام الطبقة المتوسّطة". ويضيف: "يتركّز الإقبال على شراء كتب المرحلة المتوسّطة والثانوية، باعتبارها الأكثر غلاءً نسبةً إلىغيرها من كتب المرحلة الابتدائيّةويمتعض رضا من مسألة ارتفاع أسعار كتب المدارس الخاصّة، ويحمّل وزارة التربية مسؤوليّة هذا الأمر، "لأنّ أيّ كتاب لا يصدر إلاّ بمرسوم وزاري مذيّل بتوقيع الوزير، مما يعني موافقته على السعر والمضمون". ويتابع: "هناك بعض المدارس الخاصّة التي تتعامل مع الكتاب بشكل تجاري، وتطلب من أولياء أمور الطلاّب تغيير الكتاب كل كذا سنة، الأمر الذي تجني منه ملايين الليرات".
ويشكو الأهل عادةً من التغيير المستمرّ للمناهج في المدارس الخاصّة، الأمر الذي يمنع هؤلاء من الاستفادة من كتب أبنائهم الكبار لصالح إخوتهم الأصغر، مما يضطرهم إلى شراء كتب جديدة مع بداية كل عام دراسيّ.
ويشير محمد مغنية (مدير مكتبة الاتحاد) إلى "الواقع الاقتصاديّ الصعب الذي يدفع الناس إلى الإقدام على شراء الكتب المستعملة". لكنه يتوقّع إقبالاً كبيراً على شراء الكتب الجديدة، بسبب انخفاض أسعارها إلى ما يوازي 30% عمّا كانت عليه في السابق، كذلك بسبب التسجيل المجاني ـــ فيما يخصّ المدارس الرسميّة ــــ ما عدا استيفاءها بعض الرسوم البسيطة.
لكنّ هذه القاعدة لا تسري على الجميع، لأنّ "سعر الكتاب الجديد مهما انخفض يبقى الأغلى"؛ بحسب رأي أحد أولياء الطلاب، الذي كان يشتري الكتب لأولاده الثلاثة، ويقول: "مجال التوفير أكثر اتساعاً في الكتاب، لأنّ المستلزمات الأخرى (القرطاسيّة، المريول، ومصاريف النقل) ليس فيها هامش للتوفير".