فداء عيتاني
تقيم الجماعة الإسلامية اليوم إفطارها المركزي. وهذه السنة له طعم مختلف عن السابق. فالأنظار تتجه صوب الخطاب الذي سيلقيه الشيخ فيصل المولوي الأمين العام لأكثر التنظيمات الإسلامية في لبنان عراقة والذي يقدم رؤية أو صيغة لمقاومة وطنية تحظى بإجماع عام من كل الأطراف اللبنانية، وتتبناها الدولة اللبنانية. وان كانت الجماعة تفضل الاحتفاظ بتفاصيل ما سيتم إعلانه الى حينه، فإن الجو العام بعد لقاء الجماعة لجنة متابعة قوى 14 آذار بدا إيجابياً الى حدود معروفة سلفاً. علماً أن الجماعة كانت ناقشت خلال الفترة الأخيرة مجموعة من هذه البنود مع حزب الله في اجتماع لم يعلن عنه جمع قادتها بالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله. إضافة الى الاجتماعات مع النائب سعد الحريري ومندوبين للنائب وليد جنبلاط، وكان الاجتماع الأخير عقد أمس بين قيادة الجماعة ووفد من قوى 14 آذار.
خلال اجتماع الطرفين طرح المولوي موقف الجماعة، وأكثر ما لفت أعضاء المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية كان رد الفعل الإيجابي تجاه ما قاله المولوي حول ملف المقاومة، رغم ظهور تمايز في الموقف الدقيق والمفصل. وبات من المعروف أن الجماعة تؤيد حق المقاومة وإن كانت ترى أن هناك إجماعاً مفقوداً حول السلاح.
ويشير عضو المكتب السياسي عمر المصري الذي شارك في الاجتماع الى أن وفد 14 آذار قال ما مفاده «ليس لدينا مشكلة في موقفكم من مسألة المقاومة». علماً أن الجماعة شاركت في التنسيق ميدانياً وعسكرياً في قرى سنية في المناطق التي تعرضت لاعتداءات إسرائيلية مع حزب الله.
ويقول المصري إن البارز في اللقاء كان حضور ممثل القوات اللبنانية النائب إدي أبي اللمع، الذي تم سؤاله عما قاله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات سمير جعجع عن عين الرمانة، فأوضح حينئذ أبي اللمع أن المقصود لم يكن الحرب الأهلية ولا الصراع الطائفي بل كان المقصود السوريين حصراً، ويضيف المصري إن الجماعة كما قوى 14 آذار لا ترغب في إعادة فتح ملفات الحرب القديمة. علماً أنه وخلال اللقاء تحول جزء من التساؤل عمّا قاله سمير جعجع الى عتب وممازحة الجماعة بمواجهة أبي اللمع.
أبي اللمع قال لـ«الأخبار» إن اللقاء تضمن استفساراً من الشيخ المولوي عن بعض النقاط الخاصة بمواقف القوات، إلّا أنه لم يتحدث عن كلمة جعجع الأخيرة عن عين الرمانة، أضاف أبي اللمع إن الشيخ المولوي وضع نفسه في خدمة التقارب بين كل القوى اللبنانية، وتحدث عن موقف الجماعة من المقاومة وطالب بتقارب في وجهات النظر بين كل الأفرقاء اللبنانيين. ومن هذا المنطلق اتفق على لقاءات مستقبلية بين قوى 14 آذار والجماعة.
ويضيف عمر المصري إن الجماعة أكدت في خلال اللقاء على ما سيعلنه لاحقاً وبالتفصيل المولوي: كيفية تشريع الدولة اللبنانية للمقاومة، وعدم بقائها محصورة بفئة أو طرف، بل تحويلها الى إطار واسع يسمح بمشاركة الجميع. ويشير المصري إلى أن التباين الأساسي مع قوى 14 آذار قد يكون عن هذا الموقف من المقاومة، والأمور لم تصل مع الضيوف الى حد مناقشة احتمال وضع وثيقة تفاهم، وجل ما اتفق عليه إضافة الى طرح كل طرف لوجهة نظره هو متابعة اللقاءات بين الطرفين ولكن من دون تحديد مواعيد.
وتبدي الجماعة حذرها من الدخول في وثيقة تفاهم مع قوى 14 آذار، وهي ناقشت في اجتماع عقدته عقب لقائها وفد 14 آذار نتائج هذا اللقاء وإمكانات التعاون المستقبلي بين الطرفين، وكانت نتائج الاجتماع الداخلي واضحة تماماً، «لا دخول ضمن قوى 14 آذار قطعاً» يقول المصري قبل أن يضيف «ونخشى إذا وقّعنا ورقة تفاهم معهم أن نضطر الى تحمّل أعباء مواقف قد لا نرضى بها»، ولكن الجماعة الإسلامية مع ذلك تستطيع أداء دور قد يكون بالغ الأهمية حالياً ألا وهو «تقريب وجهات النظر» بفضل صداقات الجماعة الراسخة مع مختلف الأطراف.
وعلى مستوى التفصيل اليومي تؤيد الجماعة بقاء الحكومة الحالية وإن كانت لا تدافع عنها، وهي إحدى النقاط التي تم التطرق إليها في الاجتماع، «في هذا الإطار نحن جازمون، لا نؤيد حركة الشارع لإسقاط الحكومة، ونشعر بأن هدف المعارضة قلب الطاولة وليس تأليف حكومة وحدة وطنية، والإطاحة بالحكومة الحالية ستوصلنا الى الفراغ» بحسب ما يقول المصري.