ثائر غندورعاد ملف الفروع الثانية إلى السوق السياسية مجدّداً من بوابة رفض نقل الكليّات الموحّدة إلى المجمّع الجامعي في الحدث.
فتخطّت الأحزاب المسيحيّة خلافاتها للدفاع عن “الإنماء المتوازن”

اعتصم أمس عشرات المعترضين على نقل كليتي الطب وطب الأسنان إلى المجمّع الجامعي في كلية العلوم الطبية في الكرنتينا. غاب أساتذة الكليّتين وطلّابهما عن الاعتصام، وذلك بعكس الحضور السياسي الذي كان حافلاً. فجاء نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية النائب جورج عدوان ليدافع عن “حق الفروع الثانية بالبقاء”، وكذلك حضر ممثّلون لأحزاب مسيحيّة عدّة.
لم يتحدّث أي من طلاب الكليّتين، بل تحدّث طلاب العلوم والهندسة والإعلام... من الفرع الثاني. أتى بعضهم للحفاظ “على الفروع الثانية التي صنعها الشيخ بشير”. لم يكن المشاركون أكيدين من حضور عدوان، لكن فور وصوله عُقد المؤتمر الصحافي، فأكّد عدوان أن “الفروع الثانية لم توجد إلا لتبقى”. وأضاف أن: “الفروع الثانية ستبقى وسيبقى أساتذتها وطلابها وموظفوها هنا وموجودات هذه الكليات ستبقى في مكانها”. وتابع: “في أيام سلطة الوصاية، كان هناك موقف لإنهاء الفروع الثانية لأسباب سياسية أكثر مما هي علمية”، مستغرباً استمرار هذه المحاولات بعد “تخلّصنا من سلطة الوصاية”. ووجّه رسالة إلى رئيس الجامعة ووزير التربية مفادها رفضه تمرير قضايا الفروع الثانية “بالتسلل”. ولدى سؤاله عن كيفية ربط الفروع الثانية بهاتين الكليتين أجاب: “أنا أترك التفاصيل للأساتذة”. أنهى عدوان كلامه ورحل.
أمّا الدكتور بسام الهاشم (التيار الوطني الحرّ) فأكّد حرصه على بقاء هذه الكلّيات موحّدة، لكنه طالب بإعادة موضعة الفروع الثانية في منطقة جبيل ـ كسروان، مع الإبقاء على كلية العلوم في الفنار، واشترط استحداث مستوصف لكلية طب الأسنان في سن الفيل قبل نقلها إلى الحدث لتوفير استشفاء المرضى الذين يصل عددهم إلى الآلاف. ولفت إلى أن البرنامج الانتخابي للهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يؤكّد الحفاظ على فكرة المجمّعات الجامعية.
وأثار عضو الهيئة التنفيذية للرابطة الدكتور إيلي داغر قضية نقل عمداء الكليات إلى الحدث، مطالباً بتوزيعهم بين الفروع الأولى والثانية. وتحدث في الاعتصام نائب رئيس مجلس المندوبين في رابطة الموظفين في الجامعة اللبنانية بسام الخوري، الذي شدّد على “عدم وجود أي سرير في سكن الطلّاب في الحدث”. وهذا أمر غير صحيح إذ ركّبت شركة فليفل أسرّة في سكن الطلّاب في الأسابيع الماضية. واعتبر الخوري أن المجمّع غير آمن بسبب “وجود عشرة عناصر درك للحماية، ووجود صراعات ومشاكل سياسية”. وبدا الاختلاف واضحاً في مبررات رفض نقل الكليتين بين الهاشم وداغر من جهة، والموظفين وعدد من التيارات السياسية التي تتحدث عن التوازن المناطقي والطائفي، من جهة أخرى. غير أن الهاشم وداغر حرصا على إيلاء الشأن المطلبي أولوية بعيداً من الاعتبارات الطائفية.
وأكّد رئيس رابطة الأساتذة المتفرّغين الدكتور سليم زرازير، في اتصال معه، حرية كل فريق سياسي في التعبير عن رأيه، لكنّه أشار إلى أن لجنة صياغة برنامج عمل رابطة الأساتذة ستنهي عملها قريباً وتحيله إلى الهيئة لإقراره. وأشار إلى اتفاق الجميع على فكرة المجمّعات الجامعية من دون التطرق إلى أي تفاصيل قبل إنجاز برنامج عمل الرابطة.
اختُتم الاعتصام بتحلّق عدد من الطلّاب حول رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية دانيال سبيرو “من أجل التحضير لتحركات تصعيدية”، إذا لم يُستجب لمطالبهم. ولم ينسَ سبيرو تحميل رئيس الجمهورية ووزراء حزب الله مسؤولية تعطيل عمل مجلس الوزراء، في إطار دفاعه عن وجود القوات اللبنانية ضمن السلطة الحاكمة وتظاهرها ضدها في الوقت عينه.