راجانا حميّة
استبق «الأسد» الحفل المقرّر عند العاشرة. وقف أطفال فرقته في صف نظاميّ، استدعوا «الطبّال» وبدأوا بالغناء... صرخ أحدهم: «يا شباب لم يكتمل الجمهور، وما زال هناك خمس دقائق للبدء». ولكن «الأسد» يوضح السبب لهذا «البث المباشر»... «ما شي، بروفا بسيطة ليكونوا الشباب جاهزين للعرض».
«الأسد» هو إحدى فرق «نادي أطفال مركز الشؤون الإنمائية» العشر المشاركة في النشاط الترفيهي «الاستثنائي» الذي يقوم به المركز (التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية) في الشياح لأوّل مرّة بعد الحرب الأخيرة على لبنان.
ويشارك المركز في هذا النشاط منظّمة اليونيسف (المموّل للبرنامج) ومنظّمة شؤون اللاجئين وشبكة «الرؤيا العالمية» وكلية الصحة العامّة في الجامعة اللبنانية التي تنضم إليه «لضرورات إنسانية وأكاديميةوتوضح المدرّبة في الكليّة ميرنا داغر أنّ مشاركتهم في هذا النشاط تأتي «ضمن برنامج التدريب الصيفي الذي تقوم به الكليّة لطلاب السنة الأولى»، ولكن الاستثناء الوحيد هذه السنة أنّه تم التركيز «على الأطفال في فترة ما بعد الحرب وتعليمهم أسس احترام الآخر وقبول الاختلاف وقبول لبنان كما هو بجميع أفراده وطوائفه».
ومن جهتها، حاولت مديرة مركز الشؤون نزيهة دكروب قدر الإمكان إعادة «ولو جزءاً بسيطاً» من الفرح «لأطفالها» بعد أيام طويلة من الرعب، لكون المركز هو المعني المباشر «بإعادة تأهيلهم»، فجمعت حوالى مئة طفلٍ «نزحوا خلال الحرب من الضاحية الجنوبية وعاشوا في المدارس بعيداً عن أماكن لهوهم وألعابهم»، ولذلك كان لا بدّ من «تعويض النقص».
في الواحد والعشرين من أيلول الماضي، باشر المركز حملة «تعويض النقص»، فأنشأ لهذه الغاية مخيّماً ترفيهياً لهؤلاء الأطفال استمر أربعة عشر يوماً واختتم أمس بالحفل النهائي في مدرسة الشهيد عبد الكريم الخليل الرسمية.
الأطفال «احتلّوا» باحة المدرسة منذ الصباح الباكر. فتيات يرقصن، «شبّان» يقتنصون الفرصة للتعرّف إلى «الصبايا»، وآخرون يستأثرون بالمسرح لبضع دقائق ريثما ينهون «بروفا» مسرحيتهم وقبل أن يأتي «الكلون إلبو» ويستحوذ على المكان.
دقائق قليلة ويصل «إلبو»، الأشقر النيوزيلندي بالأنف الأحمر و «صندوق الفرجة» ويبدأ بعروضه البهلوانية المعتادة «كم طابة وكم فولارد وستّة بالونات وعلبة سكاكر»... «على قياس الولاد».
انتهى «إلبو» من عروضه بعد ساعة من الضحك والمرح ورحل على أن يستكمل الأطفال فقراتهم، ولكنّهم نسوا أو تناسوا وفضّلوا الرحيل معه ولم يعودوا إلاّ بعدما «توسّط» متطوّعو المركز معهم ووعدوهم بزيارة أخرى له عمّا قريب.