جورج شاهين
لست في سجال مع الجنرال بل هو في سجال مع المستقبل

تشهد الساحة المسيحية تحركات كثيفة على أكثر من مستوى، ويجري وفد من اتحاد الرابطات المسيحية منذ أيام جولات على القيادات شملت رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ودار الحديث حول كل شيء مما يسمى “الهم الوطني وصولاً إلى الهم المسيحي” والقراءة في نتائج الحرب وتداعياتها على الساحة المسيحية والانتخابات الرئاسية العام المقبل والجدل القائم على الانتخابات النيابية.
واستهل الأمين العام لاتحاد الرابطات حبيب افرام اللقاء بالإشارة إلى الهدف من هذه الجولات على القيادات المعنية بهموم الناس ومشاكلهم وجعجع منهم، ثم قدم عرضاً لرؤيتها من الظروف الخطيرة التي يعيشها لبنان والمنطقة، وشدد على الدعوة إلى الوحدة والتضامن، لافتاً إلى أن ما تشهده الساحة المسيحية غير مقبول إلى حد بعيد في كل الأوساط المسيحية والوطنية وهي تطالب بالحفاظ على التواصل والتنسيق بين الجميع ووقف كل أشكال المناكفات التي تعطي انطباعات سيئة ومقلقة لدى معظم الناس.
وفي المعلومات أن جعجع رد بعرض سياسي عن رؤيته لما هو قائم ومتوقع على الساحة اللبنانية في المديين القريب والبعيد، ونقل عنه القول إنه لا يخاف من أي إشكال أمني أو اقتتال بين اللبنانيين بقدر ما يخشى اغتيالات كبيرة قد تستهدف “شخصيات وقيادات كبيرة”، وردد تخوفه أكثر من مرة من “تفجير أمني كبير”.
ورداً على أسئلة تناولت كيفية استعادة التوازن المفقود في الدولة على كل المستويات الإدارية والسياسية، وقول أحدهم طالما أنكم من “ديوك المرحلة” رد جعجع ذلك إلى فقدان فاعلية رئاسة الجمهورية بسبب الظروف المعروفة، “وما فيك تعمل شي بلا رئيس جمهورية”. وأضاف: “نعمل ما بوسعنا لاستعادة هذا التوازن ولكن هناك صعوبات كبيرة تحول دون تسوية الأوضاع واستعادة المواقع، وخصوصاً أن هناك من وضع اليد عليها” وليس سهلاً البحث في الكثير منها وإلا نكن كمن “يمد اليد على الجبنة”، ولما سئل عن أن بعض الأمور يمكن حله “بين الحلفاء”، نقل عن جعجع ما معناه “أنه في مثل هذه الحالات لا أستطيع تقدير حجم وأهمية مثل هذه الأحلاف، خصوصاً أن هناك اليوم أطرافاً تتحكم بالأمور من الموقع الصلب”.
وأثار أحد اعضاء الوفد ما سماه العلاقات غير السليمة بين القوات والتيار الوطني الحر والتحذير من “القصف المتبادل” وقال أحدهم لجعجع: “شوي شوي على العماد عون”، وأضاف آخر: “هلق العماد عون صار سوري!”، فرد جعجع موضحاً أن هذا الكلام “لم يرد على لساني ولا مرة على الإطلاق، المشكلة أنه عمبيفوت بسجالات مع تيار المستقبل وهذا الأمر قد يكون جر الى هون”، وأضاف ما معناه “أن العماد عون يستقبل من هون ومن هون حيالله، ومن يللي بيسموهون ولاد السوريين”.
وتطور الحديث أكثر فقال جعجع: أنا مستعد للبحث بكل شيء، أنا ما عندي شيء ضد التيار الوطني الحر وجاهز لأحكي برئاسة الجمهورية. أنا لست ضد العماد عون بموضوع الرئاسة. وهنا قال أحدهم: ناقشنا الأمر مع الرئيس نبيه بري يوم السبت الماضي فجدد القول أمامنا: “اتفقوا يا مسيحيين وخذوا الغطاء من البطريرك ونحنا منمشي معكم بدون نقاش”. فرد جعجع عليه بالقول: “إذا حزب الله وأمل بيرشحوا العماد عون للرئاسة انا لن أكون العائق، واذا جمع 60 صوت النواب فان الخمسة تبعنا بيصيروا معو. ولكن المشكلة ليست هنا، هناك تكتلين كبار ضده، السنة كلهم ضده، والدروز بالأغلبية ضده ايضاً، ما بدهم عون، وانا ما راح اعمللوا معركتو”. وباعتقادي “ان حزب الله مصر على بقاء لحود وليس لدينا شك بأن حزب الله يمكن ان يوافق على تقصير ولاية لحود”. ولذلك لا ارى “حظوظاً للعماد عون بالرئاسة فماذا افعل وشو المطلوب مني انا، الزلمي ما عندو نصيب!».
وجال الحديث ايضاً على “احتفال حريصا” فعبر جعجع عن عتبه على بعض التعليقات وقال: “انا لا افهم التمييز في انواع المقاومة، فالسوري كان يود قتلنا، فكانت مقاومتنا، فهل هذه المقاومة غير شريفة”.