كامل جابر
فرّق الجنود أولاداً كانوا يحاولون رشق مواقع العدو خلف الأسلاك الشائكة بالحجارة

منع الجيش اللبناني، المنتشر منذ يوم الأحد الفائت في بلدة كفركلا، عدداً من أطفال القرى الحدودية، معظمهم من بلدة كفركلا، من التظاهر أمام بوابة فاطمة. وفرّق الجنود أولاداً كانوا يحاولون رشق مواقع العدو خلف الأسلاك الشائكة بالحجارة، «تعبيراً عن استيائهم من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى منطقة الشرق الأوسط».
فقد أقامت قوة عسكرية لبنانية معززة بناقلات الجند والشاحنات التابعة للواء العاشر في الجيش اللبناني، حواجز عند مداخل بلدة كفركلا، وقطعت الطريق المفضية إلى بوابة فاطمة من الاتجاهين. ومنع عناصرها المواطنين والسيارات من الوصول إلى البوابة، باستثناء عناصر الكتيبة الإسبانيةوقوات «اليونيفيل». كما حوّلت السير نحو طرق فرعية داخلية، بهدف منع المشاركة في التظاهرة المناهضة لزيارة وزيرة الخارجية الأميركية التي نظمها أطفال المنطقة قرب بوابة فاطمة.
وبعد سلسلة من الاتصالات بين القيادات السياسية والعسكرية الموجودة في المنطقة، سمحت القوة بدخول نحو عشرين طفلاً إلى أمام الموقع الإسرائيلي المطل على مدخل بلدة كفركلا، من خلف الأسلاك الشائكة، وعلى الطريق الحدودية المؤدية إلى بوابة فاطمة، وألصقوا صورة على الشريط الشائك الذي يفصل لبنان عن فلسطين المحتلة، وتمثل الصورة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مرتدية فستاناً أزرق يمثّل الأمم المتحدة، وبالقرب منها عدد من الزعماء والرؤساء العرب يتناولون الشاي معها.
وحاول بعدها الأطفال رشق موقع العدو في المنطقة بالحجارة، لكنّ عناصر الجيش اللبناني انتشروا قبالة السياج الحدودي ومنعوا الأطفال من رمي الحجارة والاقتراب من الحدود.
في هذا الوقت، كثّفت قوّات الاحتلال الإسرائيليّ دوريّاتها المؤلّلة على طول الحدود الدولية مع لبنان، وخصوصاً قبالة بوابة فاطمة. وجابت نحو عشر سيّارات من نوع «هامر» وجيب عسكري وسيارات مدنية تابعة للمخابرات الطريق المؤدية إلى «البوابة» لمراقبة التحركات على الجانب اللبناني. وكذلك تابعت ورش إسرائيلية عملها في المنطقة بهدف تأهيل السياج الحدودي والطريق الترابية التي تفصل بين المستعمرات الإسرائيلية، انطلاقاً من المطلة مروراً بمستعمرة مسكاف عام، وصولاً إلى مستعمرة المنارة.
وفي الجانب اللبناني كثّف الجيش وجوده في المنطقة وعزّز انتشاره بين القرى، وأقام حواجز عند مداخل البلدات والقرى. كما سيّر دوريّات مؤلّلة وراجلة في المنطقة. وراقب عدد من الضباط والجنود الذين منعوا الأطفال من التظاهر قبالة بوابة فاطمة التحركات الإسرائيلية المعادية والأشغال في الجانب الإسرائيلي من الحدود. كما سيّرت قوات إسبانيّة دوريات لها في كفركلا، وتوقف جيب «هامر» وناقلة جند عند بوابة فاطمة، وشاهد عناصرها التحركات على طرفي الحدود.
يذكر أنّها المرّة الأولى التي يمنع الجيش اللبناني فيها التظاهر على بوابة فاطمة، بعيد انتشاره في المنطقة منذ ثلاثة أيام، ويبعد الأهالي عن الشريط الشائك، ويمنع رشق الحجارة على الجنود المتمركزين خلف مواقعهم في المنطقة.