عسّاف أبو رحّال
السؤال الذي يطرح نفسه برسم المعنيّين علّهم يلقون جواباً عنه، قبل حلول فصل الشتاء المبكر في المناطق الجبلية، يتناول أسباب تأخّر دفع التعويضات وإعادة الإعمار، ولا سيّما أنّ عواصف كانون لا تفرّق بين خيمة ومنزل في أعلى زاوية من زوايا العرقوب، تلك التي كانت هدفاً للاحتلال طوال خمسة عقود مضت، ولم تكن بمنأى عن الحرب الأخيرة التي خلّفت دماراً هو الخامس من نوعه في تاريخ كفرشوبا المتعطشة لإعمار وإنماء حقيقيين. بيد أن غبار الحرب العالق في كل زاوية من زوايا منازلها مؤشر سلبي، بنظر الأهالي الذين ينتظرون من يعيد نفضه، كخطوة أولى تكون مقدمة لإعادة إعمار ما هدمه الاحتلال.
أهالي كفرشوبا يملكون ردّاً على السؤال: «لا يعيد بناء كفرشوبا إلا سكانها الذين دمّرت منازلهم أكثر من خمس مرات. وكانت الوعود معسولة من كل القوى السياسية على امتداد تاريخ الدمار الذي شهدته البلدة منذ ستينيات القرن الماضي. وعادت اليوم الى الواجهة لتلقي بثقلها الحقيقي مجدداً وسط غياب تام لنيات إعادة إعمار البلدة، بدليل غياب كل المؤشرات الفعلية الميدانية لجهة إزالة الركام والردم، باستثناء كميات محدودة نقلتها البلدية لفتح الطرقات الداخلية.
ويوضح رئيس البلديّة عزّت القادري «أنّ عمليّة إزالة الركام لم تبدأ بعد بانتظار تكليف شركة من قبل مجلس الجنوب. يسبق ذلك تقدير كميات الردم بالأمتار المكعبة من قبل مهندس متخصّص». ويضيف القادري: «ربّما ينتظرون حلول فصل الشتاء للبدء بالعمل، وما تشهده بلدة كفرشوبا يدلّ على أنّ عجلة الدولة تدور ببطء. هناك أكثر من ثمانين منزلاً مدمراً بالكامل، والبلدية نقلت حمولة 1200 شاحنة من الشوارع والأزقة لتسهيل حركة الأهالي. ولو تزامن ذلك مع همّة الدولة لأنجز الكثير. إننا نناشد المسؤولين أن يحترموا شعور الأهالي».
وقال: «تتوزّع مخلّفات الاحتلال من القنابل العنقودية في أربعة أماكن هي: الصوان، الذاذ، حلتا، الدوارة؛ وتهدد أمن المزارعين وسلامتهم. لذا نطلب من الأجهزة الأمنية الإسراع في إزالتها رفعاً للخطر».
ويرى المواطن أبو حسن محمد القادري «أن إعادة إعمار منزلي المدمر تحتاج لأكثر من مئة ألف دولار، إضافة الى زريبة مواش غابت عن الوجود كلياً، وبضعة فدادين من أشجار الزيتون المثمر». وتقيم عائلة أبو حسن «لدى أقاربها مؤقتاً على أمل بدء الإعمار البعيد الملامح». ويقول رب الأسرة: «لم نشهد سوى لجان كشف من مجلس الجنوب، أتت وسجلت وذهبت. وحتى الساعة لم نتبلغ شيئاً، لا رسمياً ولا في الشارع، باستثناء تعويض مالي دفعه حزب الله مشكوراً لتيسير أمور الإقامة والمعيشة».
ويقول أبو بلال رياض خليفة: «إن الأهالي والجيش يحتضنون بعضهم ويتعايشون سوياً، فمتى تأتي الدولة بمؤسساتها وتحتضن الأهالي الذين هم اليوم بأمسّ الحاجة لمن يرعاهم؟ وخصوصاً أن الحرب الأخيرة كانت أكثر تدميراً من السابق». ويردف: «نسمع أن دولاً ومؤسسات عالمية أخذت على عاتقها إعادة بناء عدد من القرى الجنوبية. في حين بقيت كفرشوبا بعيدة عن هذا الإطار، ويحق لنا نحن أبناء البلدة أن نتساءل وبالفم الملآن: لماذا لم نرَ حتى الآن أي مسؤول رسمي يسأل عن حجم الدمار الذي حل في البلدة؛ ونطلب من الحكومة اللبنانية الإسراع في إرسال المعدات اللازمة لرفع الركام والردم تمهيداً للبدء بعملية إعادة الإعمار».