أكد «حزب الله» أن مطالبته بحكومة اتحاد وطني لا علاقة لها بإجراءات المحكمة الدولية، منبهاً إلى أنه «إذا استمرت هذه المكابرة والمعاندة، فنحن ذاهبون إلى تأزم أكيد في الشارع». وأكد نائب الأمين العام لـلحزب الشيخ نعيم قاسم في بيان أمس «أن التصريحات التي تحمل شكلاً إيجابياً مسبوقاً أو ملحوقاً باتهامات وإساءات وتعنت، لا تؤدي إلى أي نتيجة بل تزيد الأمر سوءاً»، مشيراً إلى أنه «لا تكفي كلمات الحوار والوحدة والتعاون، بل لا بد من ترجمتها سياسياً من خلال الموقف وإدارة شؤون البلاد». ورأى «أن الانسياق وراء المطالب الأميركية المعلنة هو نحر للبنان وضرب لاستقلاله ووحدته الوطنية، وأن أميركا وحش يأكل من معه ومن حوله ولا قدرة لأحد في لبنان على أن يكون في موقع التعاون إن لم يرسم حدود الاستقلال بجدية في إطار وحدة اللبنانيين».
وسأل: «هل أصبحت الوحدة مشكلة والتفرقة حلاً، وهل أصبح التمثيل الحقيقي عقبة أمام مستقبل لبنان، وهل إنصاف الآخرين ليكونوا شركاء ومسؤولين أزمة، لأنه لا ينسجم مع ما تريده أميركا؟». وأكد أنه يمكن الاتفاق على شكل وتفاصيل الحكومة قبل استقالة الحالية، فلا يحصل أي فراغ، لافتاً إلى أن الثلث المعطل يعني أن القرارات المصيرية لا تتفرد فيها جهة من دون أخرى وتحتاج إلى نوع من التوافق الوطني. وسأل أيضاً: «من يعطي شهادة للبعض بأنهم أحرص من غيرهم على بلدهم ليديروه كما يشاؤون بإلغاء الآخرين؟» ورأى أنهم «أغلبية نيابية بكل تحالفاتهم وليسوا أغلبية الثلثين». وأكد أنه «لا علاقة للتعديل الحكومي بإجراءات المحكمة الدولية، فالأطر الدستورية الحكومية والنيابية لها مساراتها في أي قانون يصدر».
ودعا النائب حسين الحاج حسن إلى «تشكيل حكومة وحدة وطنية تفادياً لمزيد من التصعيد والانقسام وتأزيم الشارع حتى يستريح الناس والاقتصاد ولتفادي الفراغ ومواجهة الرياح التي تضرب المنطقة». وتوجه إلى قوى البريستول بالقول: «إذا كنتم حرصاء على الأمن والاستقرار والواقع الاجتماعي وعلى الناس فتعالوا إلى تشكيل وحدة وطنية».
ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله «أننا أمام خيار أميركي داخلي في مواجهة خيار المقاومة مهما حاول البعض أن يلبس هذا الخيار الأميركي لبوساً طائفياً أو مذهبياً».
وقال: «إن سبب الأزمة في لبنان هو الذين وقعوا على البيان الوزاري لهذه الحكومة وتنكروا له وانقلبوا عليه»، مشيراً إلى أن «هذه الحكومة لم تعد ملتزمة في بيانها الوزاري، ولو كنا في بلد ديموقراطي حقيقي وتحاكم فيه الحكومات لسقطت، ومع ذلك لم نقل: لتسقط الحكومة، بل قلنا: تعالوا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل الأفرقاء والأطراف، وبدل أن يكون الخلاف في الشارع أو في السجال الإعلامي لنعالجه على طاولة حكومة وحدة وطنية نأخذ فيها القرارات وفق الآليات التي نص عليها اتفاق الطائف». وأكد أن «الاتهامات التي تطلق بأن هذه الحكومة هي حكومة ريف دمشق أو لتعطيل المحكمة الدولية لن تؤثر فينا ولن تحيد بنا عن مطلبنا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإذا استمرت هذه المكابرة والمعاندة فنحن ذاهبون إلى تأزم أكيد».
وأشار مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي إلى أن هذه الحكومة التي فيها أكثرية لمجموعة لا تعمل من أجل مصالح لبنان هي كانت من قبل قد اعترفت بلسانها بأنها كانت أداة لأسياد آخرين وهي اليوم أداة لسيدها الأميركي»، لافتاً إلى «أن كوندوليزا رايس تحاول أن تستخدمها في لبنان كما تحاول استخدام غيرها في فلسطين والعراق في محاولة لصنع شرق أوسط جديد».
وأكد أن «وقفتنا الجادة من أجل إقامة حكومة وحدة وطنية هي في الصعيد الأول لتتلاءم مع هذا الشعب الأبي، فلا تتعامل معه بمنطق التآمر والغرف السرية والتسلل عبر القرارات الدولية، ولا تتعامل معه من موقع التمييع لمنع وصول المساعدات إليه».
(الأخبار، وطنية)