البقاع الغربي ـ أسامة القادري
منذ عقد من الزمن، والأمراض السرطانية والصدرية تهدد أهالي بلدة المنصورة في البقاع الغربي جرّاء النفايات واحتراقها المستمر في مكب يتوسط البلدة وبلدة غزة عند ضفاف نهر الليطاني. لا يقتصر مكب النفايات على النفايات العضوية، بل إن جيف الأبقار والماعز والحيوانات الأخرى ترمى أيضاً في المكب الذي تحوّل الى مصدر خطر للروائح الكريهة، وللقوارض والحشرات السامة.
ويقول رئيس بلدية المنصورة جورج خوري إنه «تم الاتفاق مع بلدية غزة من أجل توظيف موظف لمنع حرق المكب، وهذا كان لخمس سنوات، ومن ثم اتفقنا على طمر النفايات إلا أن خرق هذه الاتفاقات كان يتم من بعض المغرضين، إذ عمدوا إلى إحراق المكب تفتيشاً عن الخردة والحديد».
يزداد الوضع خطورة بالنسبة لسكان المنصورة حيث لا يزال البعض يقوم بإحراق المكب كل ثلاثة أيام، عدا عن أن بلدية غزة ما زالت أيضاً ترمي نفاياتها في هذا المكب. ورأى محمد العقلة، صاحب محل تجاري بالقرب من المكب، أن هذا المكب يصدر السموم لصدور أطفالنا وخاصة عندما يتم إشعاله ليلاً، كما يتطلب منّا أن نقفل محلنا في اليوم التالي لأننا لا نستطيع أن نتحمل الروائح الناتجة من الحرائق». ويرى المواطن دانيال اسطفان أن المكب «ما هو إلا نتيجة إهمال مستدام من قبل فعاليات المنطقة وخصوصاً البلديات، وهذه المشكلة هي تراكم أخطاء السلطات المتعاقبة حتى اليوم».
معاناة المنصورة قد تأخذ طريقها نحو «المعالجة». فبعدما رفضت كل الجهات الرسمية اقتراحات الأهالي، وافقت جمعية الشبان المسيحية على المساهمة بإيجاد الحل للمنصورة وعدة قرى في المنطقة. ويقول رئيس البلدية خوري إن بلدية السلطان يعقوب قدمت قطعة أرض لإقامة مركز لفرز النفايات وتصنيعها بعد جمعها من القرى المجاورة، وإن الجمعية لزّمت عملية جمع النفايات وفرزها وإعادة تصنيعها إلى شركة محلية مقابل 15 دولاراً عن الطن الواحد، موضحاً أن المشروع سيكون جاهزاً للعمل بعد 6 أشهر.