كامل جابر
يمنع الجنود الهنود العاملون في قوات «اليونيفيل» أي لبناني، يصل إلى محاذاة العباد المطل على حولا الحدودية، وعلى العديد من قرى قضاء مرجعيون، من الوصول إلى محاذاة خندق حفره جنود العدو الإسرائيلي أمام الأسلاك الشائكة الفاصلة بين الموقع الإسرائيلي والأراضي اللبنانية، من الجهة الشمالية للتل، وحتى حدود موقع الكتيبة الهندية المتمركزة في الجهة اللبنانية، الغربية، من العباد.
ويمكن رصد الأسلاك الشائكة «الجديدة» المحيطة بالجهة اللبنانية من مقام العباد ونزولاً حتى موقع «الطوارئ» التي وضعها بكثافة، جنود العدو الإسرائيلي قبل انسحابهم الأخير، وإغلاقهم بوابة «العباد». سلسلة من الأسلاك الشائكة الدائرية باتت الفاصل بين الآتين من الجهة اللبنانية إلى تلّ العباد، والجهة اللبنانية من «المقام» الذي ثبته الخط الأزرق.
وكان لبنان استعاد قسماً من مقام العبّاد المطل على بلدة حولا من ناحيتها الشرقية؛ وعلى هونين المستعاد بعض أراضيها من ناحيتها الجنوبية، وعلى الجزء المسترجع من «المنارة» بين حولا وميس الجبل، من الجهة الجنوبية؛ بعدما كان في قبضة الاحتلال الإسرائيلي المباشر أكثر من ربع قرن. وقسم ترسيم الخط الأزرق، المقام نصفين: واحد لبناني وآخر تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي أقام موقعاً عسكرياً ضخماً ومحصناً فوقه وإلى ناحيته الشرقية، بينما بقي الجزء اللبناني تحت وصاية الوحدة الغانية في قوات الطوارئ الدولية، ثم الهندية؛ وظل اللبنانيون يزورونه، حتى عشية العدوان الأخير، للاطلاع عليه، ولمشاهدة الأراضي الفلسطينية المحتلة في سهل الحولة وغيره. وأقام «حزب الله» بعد ترسيم الخط الأزرق، موقعاً له قريباً من المقام، دمره العدوان الإسرائيلي وجرفه إلى مسافة بعيدة، مثلما جرف العديد من الحقول والأحراج القريبة.