ابراهيم عوض
يحرص وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ على الاحتفاظ بهدوئه حين يسأل عن رأيه في ما تردده بعض الأوساط السياسية عن اعتماد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزير الثقافة طارق متري «وزير ظل» للخارجية أيضاً، بعد المهمة التي قام بها في مجلس الأمن حين أُوفد للتحدث باسم لبنان إبان العدوان الإسرائيلي عليه.
وتنقل أوساط قريبة من صلوخ عنه قوله إنه لا مشكلة بينه وبين الرئيس السنيورة، والعلاقة معه على أفضل ما يرام، أما مسألة إرسال الوزير متري إلى نيويورك فباتت معروفة وسببها الرئيسي تعذر ذهابه إلى هناك لمشاركته يومها في مؤتمر منظمة العمل الإسلامي في كوالا لمبور، كما آثر عودته إلى بيروت ليكون حاضراً إلى جانب السنيورة في المحادثات التي أجراها مع عدد من المسؤولين والموفدين الدوليين الذين تقاطروا إلى بيروت في تلك الفترة.
وفيما ترى هذه الأوساط أن كلمة متري في مجلس الأمن لم تكن موفقة، ربما لكثرة التعديلات التي أُدخلت على صياغتها بين بيروت ونيويورك، تؤكد أن الوزير صلوخ يعتمد سياسة النفس الطويل في التعاطي مع شؤون وزارته وما يثار حولها منطلقاً من تجربة ديبلوماسية حافلة وعدم التلهي في «القيل والقال»، بل النظر إلى الأمام والتحضر لمواجهة أي مشكلة تطرأ، واضعاً نصب عينيه المحافظة على مصلحة لبنان، مشيراً في هذا السياق إلى أن انتصار المقاومة يجب أن يوظف في هذا الاتجاه. وعلمت «الأخبار» أن زيارة السفير الأميركي جيفري فيلتمان إلى قصر بسترس يوم الخميس الماضي يرافقه مساعده الخاص لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية إدوارد بيتر اكتسبت أهمية خاصة، وإن كان عنوانها استئذان السفير من الوزير السفر في إجازة. فقد جرى، على مدى 45 دقيقة تخللتها خلوة بين صلوخ وفيلتمان لربع ساعة، بحث في أبرز المواضيع التي شغلت الساحة اللبنانية، منها ما ذكر في بيان القوة الدولية العاملة في الجنوب عن وجود «قواعد اشتباك»، ووضع بلدة الغجر التي احتلتها اسرائيل، والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «بيروت 1» للدول المانحة والجهود التي تبذلها واشنطن دعماً لهذا المؤتمر.
وأفيد بأن السفير فيلتمان أبلغ الوزير صلوخ أن قضية بلدة الغجر في طريقها إلى الحل، كما استبعد يومها زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى بيروت، وقال ممازحاً: «إن اللبنانيين سيعلمون قبله بالتأكيد بموعد الزيارة في حال حصولها».
وذكرت المعلومات أن السفير فيلتمان شكا للوزير صلوخ مما تنشره صحيفة «الأخبار» عنه «والطعنات» التي توجهها له (وجاءت الشكوى قبل يوم واحد من ملاحقة «الأخبار» قضائياً»)، وهو الأمر الذي شكل فرصة لوزير الخارجية بتناول دور السفير الأميركي في لبنان، ناصحاً إياه بمد الجسور مع جميع القوى والأطراف السياسية من دون تمييز، لا بحصر لقاءاته واتصالاته مع فريق معين. وتساءل فيلتمان هنا كيف يمكنه أن يفعل ذلك وهناك من لديه إيديولوجيات خاصة ومواقف عدائية مسبقة من إدارته.
وفي سياق آخر أبدت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية استغرابها للجوء وزارة العدل إلى نشر الكتاب الذي وجهه وزير العدل شارل رزق إلى الوزير صلوخ المتعلق بطلب استرداد رنا قليلات من البرازيل على صفحات الجرائد يوم أمس، فيما تقتضي الأصول أن تبقى المراسلات داخل الوزارتين لا أن تخرج إلى العلن. وفي هذا الإطار أوضحت المصادر نفسها أنه سبق لوزارة العدل أن نشرت قبل أيام استفساراً عما فعلته وزارة الخارجية بشأن طلب استرداد زهير الصديق، وتبين أنها بعثت بثلاثة خطابات إلى الخارجية الفرنسية تطلب فيها استرداد الصديق، إلا أنها لم تتلق أي جواب عن الرسائل الثلاث حتى الساعة.
وقد أبلغت وزارة العدل بهذه الردود، الأمر الذي يدعو أيضاً لاستغراب موقف الأخيرة والتساؤل إذا كانت تعمل على رمي الكرة في ملعب غيرها.
وفي ما يتعلق بالتشكيلات الديبلوماسية أكدت المصادر أن طبختها وضعت على نار حامية، وردت على سؤال عن وضع سفير لبنان السابق في واشنطن فريد عبود بالقول إنه «أدى المهمة التي عهدت إليه بأمانة وإخلاص على مدى سبع سنوات، ومن الطبيعي أن يُنقل إلى موقع أخر».