طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
عكس «حزب التحرير» في مؤتمره العلني الأول، منذ نيله الترخيص في 11 أيار الماضي، تحت عنوان «الاسلام والغرب: اندثار امبراطورية وعودة الخلافة»، حرصه على تأكيد حضوره الشعبي والسياسي على الساحة المحلية، وتأكيده عدم حصول أي تبديل أو تغيير جذري في طروحاته الفكرية والدينية، منذ تأسيسه قبل أكثر من نصف قرن حتى الآن.
فقاعة المحاضرات الكبرى في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، حيث عقد المؤتمر أمس، امتلأت بأنصار الحزب ومؤيديه الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية، في شكل أظهر مدى حضور الحزب في الوسط الاسلامي (السنّي تحديداً)، اضافة الى علاقاته وتواصله مع فاعليات هذا الوسط، وتمثّل ذلك في حضور ممثلين عن الاحزاب والحركات الاسلامية البارزة كلها («الجماعة الاسلامية»، و«حركة التوحيد الاسلامي»، و«جبهة العمل الاسلامي»، و«حزب الله»)، فيما اقتصر الحضور السياسي على عبد الإله ميقاتي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، وعضو «التكتل الطرابلسي» النائب محمد كبارة.
الاجراءات الأمنية في محيط المعرض كانت عادية، في ظلّ تنظيم جيد، وحضور نسائي لافت.
وألقى رئيس المكتب الاعلامي في الحزب أيمن القادري كلمة الافتتاح، شدد فيها على انه «لا يمكن ان نتصور انتعاشاً اقتصادياً، في ظل هيمنة إقطاعية طائفية، أو حماية رسمية لأبطال الفساد.واعتبر ان من «ثمار حرب 12 تموز انها زادت من تعرية الانظمة المتخاذلة، التي أشبعتنا حديثاً عن الواقعية داعيةً الى الانبطاح»، لافتاً الى ان «انتقادات محقة وجهت الى أنظمة السعودية والأردن ومصر، والى النظامين المزعومين صديقين للمقاومة، سوريا وايران».
وأشار الى ان «الانجاز العسكري في الجنوب، الذي طال انتظاره عقوداً، تراجعت بعض مفاعيله، وخبا جزء بالغ من أثره في الأمة، عندما لم يجد قيادة سياسية تحتضنه، أو مظلة سياسية تحميه. وهكذا كان القرار 1701 الذي مكّن لليهود في حلبة السياسة، ما أزال كثيراً من مغبات الفشل الذي ذاقوا مرارته». واعتبر ان «الانقسام بين طرفي 8 و14 آذار، ينذر بانفجار جديد، على غرار حرب عام 1975»، داعياً الى «الخروج من الاصطفاف الطائفي، والتبعية لهذه الدولة أو تلك».
ورأى أن «الحل لمشكلة لبنان هو بإعادته الى ما كان عليه قبل عام 1920 جزءاً لا يتجزأ من بلاد المسلمين فينعم هو وسائر بلاد المسلمين باستقرار الدولة الكبرى وهذا هو مشروع الخلافة».
وفي دردشة مع الصحافيين على هامش المؤتمر، أكد القادري ان «التواصل مع حزب الله قائم، وان وفداً من قبلنا زار الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل اندلاع الحرب بخمسة أيام».
الا ان القادري انتقد في المقابل جلسات مؤتمر الحوار، معتبراً «ما جرى حوار طرشان، لأن السياسة في لبنان قائمة على التكاذب». ورفض «ان تكون المقاومة موضوعة على طاولة الحوار من ضمن بقية المواضيع الأخرى التي ناقشها المؤتمر، لأن التخلي عنها في نظرنا خطأ جسيم».