أكد حزب الله أنه لا يمكن الخروج من المأزق السياسي إلا بحكومة الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن رفض هذه الحكومة لا يرتبط بالمحكمة الدولية بل هو صادر عن السفارة الأميركية.وفي هذا الإطار، طمأن وزير العمل طراد حمادة إلى أن «حكومة الوحدة الوطنية لا تعني أن تعزل أو تتجاهل أو تهمّش أحداً». وكشف في إفطار لـ«المؤسسة الخيرية الإسلامية» لأبناء جبيل وكسروان عن بعض المداولات داخل الحكومة إبان العدوان، فقال: «في الحكومة سمعنا كلاماً يقول أنتم تتحملون ونحن لم نعد نستطيع أن نتحمل، كانوا يريدون في شكل أو آخر أن يدفعونا الى القبول بأي ثمن، بأي تسوية، بأي مشروع لوقف إطلاق النار. ولكن لأن السيد حسن نصر الله حريص على تضحيات شعبه وعلى كرامة اللبنانيين وعزتهم فكان ما كان، وانتصرت إرادة الشعب اللبناني».
ورأى النائب حسن فضل الله في إفطار لـ«هيئة دعم المقاومة» «أننا في مرحلة انعدام ثقة بالأداء الحكومي جراء السياسات التي يتبعها الفريق الممسك بالقرار الحكومي، سواء تعلق هذا الأداء بمرحلة العدوان الإسرائيلي أو بما جرى بعده، وخصوصاً ما يتعلق بملف إعادة الإعمار. والاستمرار في هذا الأداء يعمق المأزق السياسي، ولا يبدو أننا قادرون على الخروج منه من دون الوصول الى حكومة وحدة وطنية».
وأشار الى «أن رفض حكومة الوحدة الوطنية لا يرتبط بالمحكمة الدولية إذ لا علاقة بين الأمرين، فهناك من يستخدم موضوع المحكمة للتحريض واستثارة فريق من اللبنانيين ولا هو نابع من مصلحة وطنية، إنما القرار برفض مثل هذه الحكومة صادر عن السفارة الأميركية».
وانتقد النائب نوّار الساحلي «الخطاب المفلس لثالوث قادة 14 شباط، وخصوصاً الذي قارن القتل على الهوية بالمقاومة الشريفة وقارن الحرب الأهلية البغيضة بالحرب التي رفعت رأس العرب والمسلمين. وزاد الطين بلة تبريره بأن مقاومته كانت بوجه الجيش السوري الذي جاء لحماية هؤلاء». وسأل: «كيف يحق لمن قتل وهجّر وهدم، وخصوصاً دور العبادة وحرق العلم اللبناني في أثناء الحرب الأهلية أن يتحدث عن الديموقراطية والوطنية والحرية؟ وهو عليه أن يعتذر من الشعب اللبناني عن كل ما قام أو يقوم أو سيقوم به في المستقبل».
ورأى النائب علي المقداد أنه «لم يعد جائزاً التعامل مع قوى الأكثرية الوهمية على أساس الاحتضان والدعوة الى التغاضي عن الإساءات المتكررة تحت عنوان البعد والهرب من الفتن», وأكد أن «أمام هذه القوى أحد خيارين: إما أن يعودوا الى رشدهم وينخرطوا في مشروع الوطن العزيز السيد المستقل ضمن حكومة اتحاد وطني تريد صيانة الواقع السياسي بالشكل الذي يحفظ الوحدة الوطنية، أو أن يستمروا في نهجهم ويعلنوا بصراحة ولاءهم للمحور الأميركي ــ الإسرائيلي ونتصرف معهم على هذا الأساس».
وأكد النائب حسين الحاج حسن «إصرار حزب الله على حكومة الوحدة الوطنية» مشيراً الى «أن الأميركي لا يريد حكومة وحدة وطنية في لبنان وفلسطين بل يريد تمزيقها. والذي يرفض هذا الأمر يستجيب للمطالب الأميركية، والذي يقبل بهذه الحكومة يتصدى للمشروع الأميركي».
ونبّه المسؤول السياسي لـ«حزب الله» في الجنوب الشيخ حسن عز الدين إلى أن «لبنان أمام مفصل تحدّ على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإعادة البناء والإعمار وإعادة تأهيل البنى التحتية»، مشيراً الى «أن فريق 14 شباط الذي يصرّ ويعاند، لا يريد أن يقرأ الواقع وما زال يصر على رهاناته، هذا يعني أن البلد يتجه الى مزيد من الانقسام السياسي، وعلينا أن نبقى حذرين من فتن الإدارة الأميركية وفتن العدو الصهيوني».
(الأخبار، وطنية)