أكّد المتحدث باسم القوة الدولية في لبنان (يونيفيل) الكسندر إيفانكو أمس أن المباحثات مستمرة حول الانسحاب الإسرائيلي من منطقة الغجر اللبنانية الجنوبية في القطاع الشرقي من الحدود والتي لا يزال يحتلها الجيش الإسرائيلي. وقال إيفانكو «المباحثات مستمرة، لا نزال نعمل على هذه المسألة (التي) نأمل أن تحل قريباً وأن تنسحب القوات الإسرائيلية» منها.وكان قائد قوة «اليونيفيل» الجنرال ألان بيليغريني قد قال في الأول من تشرين الأول في بيان أكد فيه انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجنوب باستثناء منطقة الغجر، إنه يأمل في أن تحل هذه المسألة في غضون أسبوع. وأكدت إسرائيل أنها تريد تسوية «مسائل أمنية» قبل الانسحاب من الغجر.
ميدانياً، أثارت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الكتيبة الهندية في منطقة الغجر تساؤلات لدى المواطنين حول مساهمة قوات اليونيفيل في فرض واقع الاحتلال للأراضي التي اقتطعتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في القسم اللبناني من بلدة الغجر المحتلة وحوّلتها الى منطقة عسكرية، حاصرتها بالسواتر الترابية والخنادق والأسلاك الشائكة. ولوحظ أمس أن التعليمات الصارمة للكتيبة الهندية بمنع الاقتراب من القسم اللبناني من بلدة الغجر تنذر باستمرار الاحتلال الاسرائيلي المستجد لهذه الأجزاء اللبنانية من البلدة والتي نفذتها اسرائيل بعد عدوان تموز، وهو واقع معاكس للأجواء التي أشيعت في الآونة الاخيرة بسعي قوات اليونيفيل لإعادة الأراضي المحتلة، اضافة الى المساحات الكبيرة من أراضي سهل الخيام التي حولتها القوات الاسرائيلية الى منطقة عازلة محاذية لمستعمرة المطلة منذ أكثر من شهر. ولم تستطع اليونيفيل إزالة الشريط الشائك المنصوب أو إعادة الأراضي للمزارعين من الخيام وكفركلا. ولوحظ أن عناصر الكتيبة الهندية أقاموا حاجزاً معززاً بآلية مؤللة عند المدخل الشرقي ــ الشمالي لبلدة الغجر وعمدت الى منع المواطنين اللبنانيين من الاقتراب من المنطقة، ورفعت القوات الإسرائيلية في القسم اللبناني من الغجر سواتر ترابية وأضيفت بعدها أسلاك شائكة بارتفاع 3 أمتار اضافة الى حفر خنادق حول الأطراف الغربية الشمالية والشرقية للبلدة التي باتت أشبه بثكنة عسكرية تتحرك على مسافة 500 متر منها سيارة الهامر المدرعة الاسرائيلية من وإلى مواقع الاحتلال قرب العباسية وعند الطرف الغربي للغجر.
وفي منطقة سهل الخيام، لم يستجد واقع جديد على المنطقة العازلة التي أقامتها القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، ولم يتمكن الكثير من المزارعين من الوصول الى أراضيهم الزراعية تخوفاً من التهديدات الإسرائيلية بعدم الاقتراب من المنطقة. وشكا مواطنون في منطقة حولا ومركبا من عدم امكانية وصولهم الى مقام الشيخ العباد عند الأطراف الشرقية ــ الشمالية لبلدة حولا، بسبب حفر قوات الاحتلال الاسرائيلي خندقاً داخل الأراضي اللبنانية ورفع أسلاك شائكة قربه.
وسجلت أمس دوريات للكتيبة الاسبانية العاملة في إطار اليونيفيل في بلدات كفركلا، العديسة، الطيبة وميس الجبل، ولوحظ أن الآليات التابعة لهذه الكتيبة لم تطلَ باللون الأبيض، كنموذج لآليات القوات الدولية، وهذا ما يلتبس على سكان البلدات والقرى في القطاع الأوسط الذي يخضع إلى عمل الكتيبة الاسبانية من دوريات القوات الاسرائيلية، وخصوصاً سيارات الهامر وبين السيارات المماثلة للعناصر الاسبانية التي تستخدم الشكل نفسه ونوعية السيارات أيضاً.
وفي العديسة، سيّرت الكتيبة الفرنسية دورية مؤللة على الطريق المقابلة لمستعمرة مسكفعام الاسرائيلية، وأقامت حاجزاً على الطريق لبعض الوقت.
وفي الزهراني، أقيم أمس احتفال لمناسبة انتهاء تمركز فوج الهندسة الروسي، حضره السفير الروسي سيرغي بوكين، وألقى ممثل قائد الجيش العميد الركن الياس عرب كلمة نوه فيها بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين وبدعم الحكومة الروسية للبنان وجيشه، شاكراً لضباط الفوج وأفراده تعاونهم وجهودهم في إعادة بناء الجسور التي تضررت. ثم شكر السفير الروسي للجيش اللبناني حفاوة الاستقبال، متمنياً أن تكون المساعدة الروسية للبنان بمثابة جسور تواصل لتوثيق التعاون بين الشعبين والجيشين الصديقين.
على صعيد المشاركة الأندونيسيّة، طلب الرئيس بوش أن تساهم وزارة الدفاع الأميركية بثلاثة ملايين دولار لدعم نقل القوات الأندونيسية المشاركة في إطار «اليونيفيل» إلى لبنان.
(الأخبار، أ ف ب، وطنية)