يبدأ نصف طلاب لبنان بالعودة إلى مدارسهم اعتباراً من اليوم الاثنين فيما سيتعيّن على الباقين الانتظار أسبوعاً آخر حتى تجهّز مدارسهم التي تضرّرت جرّاء القصف الإسرائيلي المدمّر.ولم تسمح أعمال إعادة البناء والإصلاحات الجارية منذ اكثر من شهر في نحو 300 مدرسة تضرّرت جرّاء الحرب التي توقفت في منتصف آب، سوى بإعداد جزء من تلك المدارس. وعليه ستبدأ معظم المدارس الخاصة والخيرية الاثنين باستقبال طلابها، على أن تنتظر المدارس الرسمية حتى 16 تشرين الأول، كما أعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني خالد قباني أمس. وفي هذه الاثناء، سيستمر العمل في نحو خمسين مدرسة دمرها القصف الاسرائيلي كلياً، وخصوصاً في مناطق صور وبنت جبيل والخيام وحولا وغيرها، على أن يلتحق طلاب هذه القرى والمناطق بمدارس مهنية ستعمل بنظام الدوامين، أو بمدارس قرى مجاورةوأكّد وزير التربية خلال جولة على القرى الجنوبية أن “الصعوبات الكثيرة والتحديات على صعيد إعادة البناء والترميم والتجهيزات وتوفير الهيئة التعليمية في هذه الظروف الصعبة، هي التي أدّت الى تأخير موعد البدء بالعام الدراسي وإلى تقرير بدء المدارس على دفعتين، يوم غد الاثنين للمدارس الخاصة ويوم 16 تشرين الاول للمدارس الرسمية”.
وبادرت بعض المدارس الخيرية والمبرّات إلى فتح ابوابها منذ يوم الجمعة الماضي، لكنها كرست الحصص الدراسية الاولى لإعداد الطلاب للعودة الى الحياة الطبيعية مستعينة باختصاصيين في علم النفس، كما اكد مسؤولون عن هذه المدارس. وفي إشارة الى حجم الاضرار والمشاهد العنيفة التي تعرض لها الطلاب، قال رئيس اتحاد بلديات منطقة صور عبد المحسن الحسيني إنه من اصل 90 مدرسة خاصة ورسمية في هذه المنطقة، هناك اربع مدارس تضررت بالكامل و70 لم تكن صالحة للدراسة. وهناك مناطق دمّرت مدارسها بالكامل وخصوصاً على الشريط الحدودي، منها الخيام وبنت جبيل ومارون الراس.
ويُتوقّع أن يلتحق بالمدارس الرسمية والخاصة نحو مليون طالب للعام الدراسي 2006ــ2007. وتبلغ نسبة الانتساب الى المدارس 75% في لبنان حيث نسبة الأميّة من أدنى المعدّلات في الشرق الاوسط.
وأكّد المسؤول في وزارة التربية والتعليم المرافق للوزير خليل أرزوني “نتوقع أن يلتحق 50 في المئة من طلبة المدارس الخاصة والمبرات بمدارسهم غداً الاثنين”. وشدّد وزير التربية اللبناني على أنه تمّ الاتفاق مع من يتولّون إعادة بناء المدارس وترميمها أو إصلاحها وتجهيزها، على أن تكون جاهزة في موعد أقصاه 15 تشرين الأول. وقال الوزير الذي زار قرى كفرشوبا وشبعا والخيام وبنت جبيل وميس الجبل وعيتا الشعب “أنا شديد الحرص على أن يكون العام الدراسي عاماً طبيعياً ومثمراً، ولذلك سأعود مرة أخرى عند بداية الدروس في 16 من الجاري لأتأكّد أنّ الدروس بدأت فعلياً... ولنعطي رسالة للعالم مفادها أنّ العلم بالنسبة الينا هدف أساسي، وأننا لم نترك أي طفل خارج المدرسة مهما كلّف الأمر ومهما كانت الصعوبات”.
وقدّرت الحكومة اللبنانية قيمة احتياجات وخسائر القطاع التعليمي بنحو 70 مليون دولار. وبالإضافة إلى التصليحات، تشمل الأعمال إعادة تجهيز بعض المدارس التي تحوّلت خلال الحرب إلى مراكز لإيواء نحو 150 ألف نازح من الجنوب.
وتدخّلت الأمم المتحدة، وخصوصاً السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، لمساعدة الحكومة اللبنانية على إعادة الطلاب إلى مدارسهم. وفي إطار حملة “العودة الى المدرسة”، بدأت “اليونيسيف” بتوزيع حقائب مدرسية وقرطاسية على نحو 350 ألف طفل من المدارس الرسمية. وقالت المنظمة إنها ستوزّع اللوازم المدرسية على نحو 150 مدرسة.
ولضمان عودة الطلبة إلى مدارسهم، التزمت السعودية تسديد رسوم تسجيل الطلاب في المدراس الرسمية التي تبلغ حوالى 25 مليون دولار. كما بدأت قطر بإصلاح 16 مدرسة رسمية في ثماني قرى تولت رعايتها في جنوب لبنان. وتشترك الإمارات في اصلاح مدارس في 18 قرية، وتعهّدت شراء الكتب لنحو 400 ألف طفل. أما البنك الدولي فأعلن عن مساعدة بقيمة 12 مليون دولار للتعليم.
(أ ف ب)