غسان سعود
يُلحّ أمين سر التيار الوطني الحر طوني مخيبر على الناشطين الذين يكتظ بهم المكتب المركزي في الجديدة بالعودة إلى منازلهم، بعدما تجاوز الوقت منتصف الليل، وهم مستغرقون في التحضير لمهرجان الأحد المقبل.
في إحدى الزوايا ينكبُّ باسكال على الهاتف، يكرر الاتصال بأمناء سر الهيئات المحلية لتزويدهم معلومات مستجدّة. في جهة أخرى يتوزع عدد من الشبان الجامعيين يحاولون ابتداع أفكار جديدة، يتجادلون، يعلو صوت البعض، يتفقون على حدٍّ أدنى، يعدون بمفاجآت كثيرة. ما كُشف عنه حتى الآن أن هناك، أزياء تنكرية، عصارات يدوية للبرتقال، مكبرات صوت في الساحات الرئيسية القريبة من ساحة المهرجان، شعارات جديدة، هتافات يسهل حفظها.
في غرفة أخرى، قرابة منتصف الليل، تلامذة المدارس، يقولون إنهم سيعبّرون عن أنفسهم بطريقة لم يسبقهم إليها أحد. يبتسم المسؤول عنهم ويؤكد أن المهرجان فرصة استثنائية ليدخل التيار بقوة إلى السنة الدراسية المقبلة. الـ8Oranges مستنفرة بدورها، فالطلب على موادها سيرتفع في الأيام المقبلة.
تحضيرات العونيين في اتجاهين، لوجستي وسياسي. تنظيمياً، يقول مخيبر إن العماد ميشال عون قدّم السنة الماضية مواقف وطروحات كثيرة، شكلت صدمة للبعض، وسيكون الخامس عشر من تشرين الأول استفتاء على المواقف العونية، وخصوصاً منذ السادس من شباط، يوم توقيع التفاهم المشترك بين التيار وحزب الله.
ويلفت مخيبر إلى عدم الرغبة في إظهار المهرجان كتحدٍّ أو ردٍّ على أحد، بل الهدف الرئيس هو معرفة رأي المواطنين. وفي هذا السياق، لم يختر التيار ساحة الشهداء أو ساحة رياض الصلح لعدم الاستفزاز أو الفهم الخاطئ. وإنما اختيرت بدل ذلك الساحة المحاذية للـ geant وتبلغ مساحتها 27 ألف متر، إضافة إلى عدد من الساحات المحاذية. وتجري اتصالات بين التيار والقوى الأمنية لإقفال الطريق العام من مكان المهرجان حتى ساحة الدورة. ولم يوجّه التيار دعوات رسمية، وثمة سعي خاص لتحضر غالبية أهالي شهداء الجيش والمدنيين بين عامي 1988 و1990. وخصص قرابة خمسمئة كرسي للشخصيات الرسمية وأهالي الشهداء.
ويوضح مخيبر أن ثمة موقفين رئيسيين للسيارت، واحد في المارينا مخصص للقادمين من شمال بيروت، والثاني لأبناء بيروت والجنوب وبعبدا ــ عاليه والبقاع وسائر المناطق، وستبدأ الباصات الصغيرة في نقل المشاركين منذ الثامنة صباحاً.
وخلافاً للنشاطات السابقة التي كان طلاب الجامعات يشكلون فيها أساس المنظمين، تعتمد أمانة السر هذه المرة على المناطق. وسيكون هناك أكثر من ألف مُنظّم، وسط إصرار على رفع العلم اللبناني فقط، وجمع كل الأعلام الأخرى. وحذّر مخيبر من دسّ بعض اللافتات، وخصوصاً أن ثمة معلومات عن تحضيرات من بعض القوى السياسية لرفع لافتات أو الهتاف بشعارات تخالف توجهات التيار، وسيجري التعامل مع هذه الخروق بحزم وفقاً لمخيبر.
من جهة أخرى، كشف مخيبر أن 27% من المنتسبين للتيار، وفقاً للاستمارات، هم من غير المسيحيين. ويُنتظر أن يعبّروا عن أنفسهم في المهرجان. وأكد أن الجمهور العوني غير المسيحي، وامتداد التيار على ساحة الوطن، يزيدان من افتخار التيار بنفسه.
وأوضح مسؤول التعبئة في التيار لواء شكور أن التحضيرات للمهرجان تتسم للمرة الأولى بكثير من الدقة، وسيشعر المشاركون بهذا التطور على الصعيد التنظيمي في التيار، وكشف عن ان أكثر من عشر لجان تحضّر لـ«يوم التيار». أما في القرى والبلدات فإن التحضيرات لا تقل حماسة. ويجمع الناشطون في هيئات الشمال وجبل لبنان وبيروت والجنوب على أن المؤيدين للتيار مستنفرون بشكل لافت وان الحضور سيفاجئ الجميع.
ويوضح أحد قياديي التيار أن الاستعدادات التنظيمية فائقة الأهمية، لكن لا نفع لها إذا لم توازها حركة سياسية للعماد عون ومواقف حادة. وفي هذا السياق، يرتقب العونيون يُنتظر أن يرفع عون وتيرة مواقفه، وخصوصاً في قدّاس لم يُعلن عنه بعد في 13 تشرين الأول.