قبل أسبوع على بدء العام الدراسي، تجد بعض المدارس الرسمية نفسها في زحمة ورش إعادة الترميم والصيانة، وخصوصاً تلك التي استقبلت النازحين من الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية.مدرسة التباريس الرسمية المتوسطة للبنات (النموذجية) في الأشرفية استقبلت أمس بعض طلبات التسجيل لتلامذة الروضة والابتدائي والمتوسط. أعمال ترميم واضحة تجرى داخل المدرسة، لكن من المؤكد ستنتهي قبل نهار السادس عشر من الشهر الجاري، موعد بدء العام الدراسي الجديد. هذه المدرسة التي استضافت العديد من العائلات النازحة عادت لارتداء حلّتها الأساسية، فازدحمت من جديد بسيارات الأساتذة والأهالي بدل شاحنات المساعدات الصغيرة. الجوّ الدراسي العام يبدو جيّداً هذه السنة، بحسب إحدى المدرّسات، و«طلبات التسجيل منيحة، في كتير تلاميذ».
ثانوية الأشرفية الرسمية الأولى للبنين تجرى فيها أيضاً بعض أعمال الترميم. مدير المدرسة، الذي ادّعى انشغاله طالباً عدم إطالة في الأسئلة، أكّد على ضرورة إتمام الأعمال مثل صيانة المجاري الصحية والكهرباء والأبواب والنوافذ. «ربّما دار الهندسة مسؤولة عن الأعمال»، يقول المدير، لكن المبنى ليس جاهزاً بعد لاستقبال الطلاب رغم اقتراب الموعد. أمام مكتبه كان عدد من التلامذة ينتظرون لقاءه. رامي، أحد هؤلاء، ينظر للآخرين ويقول دون أن يسأله أحد «بعدها المدرسة متل ما هيّ»؛ يشكو من عدم الاكتراث بمطالب التلاميذ. كان رامي قد انتقل قبل عام إلى «رسمية» أخرى، لكنه عاد اليوم ليتسجّل في «رسمية الأشرفية الأولى» من جديد، وهو سيخضع كغيره من الطلاب الجدد لامتحانات دخول يومي الأربعاء والخميس القادمين.
في ثانوية الدكتورة زاهية قدّورة ومدرسة المنارة المتوسطة الرسميتين للبنات، اللتين تتشاركان المبنى نفسه في كاراكاس، كان الأساتذة وموظفو الإدارة قد غادروا جميعاً عند الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر أمس، تاركين أكياس الباطون وبراميل الطلاء تستقبل من جاء بعد غيابهم. أحد العمال يشرح لنا عن أعمال الترميم، «طرش، دهان، سنكرية». لا يعلم متى ستنتهي الورشة لكنه يقول «ان شاء الله منخلص آخر الأسبوع».
في ثانوية الأمير شكيب ارسلان، كانت إجراءات استقبال الطلبات تسير بشكل جيّد حسب إحدى الموظفات، «الحمد لله كل شي منيح وفي كتير طلبات تسجيل». ورغم آلاف النازحين الذين كانوا قد احتلوا القاعات الدراسية، المبنى حاضر للعام الدراسي الجديد. أكوام من الكراسي والطاولات الجديدة تستقبل زائري المدرسة.
فتحت المدارس الرسمية أبوابها من جديد لاستقبال طلبات التسجيل، لكن أعمال الصيانة لا تزال قائمة في معظمها. فهل ستجهز كلياً لموعد السادس عشر من تشرين الأول؟
ن. ف.