البقاع ـ مراسلو «الأخبار»
توجّه آلاف الطلاب البقاعيين إلى مدارسهم مثقلين، مثل زملائهم في سائر المناطق اللبنانية، بصور صيف أسود حفرت عميقاً في ذاكرتهم. منهم من فقد عزيزاً، ومنهم من فقد مدرسته، والجميع تساووا في الرعب الذي عايشوه طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً مرت عليهم مرور الدهر.
آثار العدوان الاسرائيلي كانت حاضرة بقوة امس في اليوم الدراسي الاول، الذي انطلق في البقاع في ظل تراجع ملحوظ في إقبال الأهل على تسجيل أولادهم في المدارس الخاصة، مع تفـــاوت النسبـــة بين منطقة وأخرى.
وقالت مراسلة «الأخبار» في بعلبك عبادة كسر إن بدء العام الدراسي امس في المنطقة كان متعثراً نسبياً، وإن تراجعاً لافتاً سُجّل في نسبة إقبال الأهل على تسجيل اولادهم في المدارس الخاصة، نتيجة الاوضاع الاقتصادية المتردية، اضافة الى التسجيل المجاني في المدارس الرسمية التي تشهد إقبالاً كبيراً من الأهالي.
وقال مدير مدرسة الشروق مصطفى ابو اسبر، إن المدرسة الخاصة هي اليوم في تحدّ مع المدرسة الرسمية و«نحن ننتظر المزيد من الطلاب، وسنحاول خفض الأقساط وتسهيل عمليات دفعهاوأوضح مدير مدرسة المطران الاسقفية الأب إبراهيم نعمو، أن اول يوم دراسي كان خجولاً و«لا حماسة عند الناس»، مشيراً إلى أن نسبة المسجلين انخفضت عن السنوات التي سبقت 50%، و«الحضور اليوم يمثل 50% من نسبة المسجلين»، عازياً الأسباب إلى الأزمة الاقتصادية و«التوجه نحو المدارس الرسمية».
وفي هذا الاطار، عقد امس مديرو المدارس الخاصة في بعلبك اجتماعاً في مقرّ بلدية المدينة ناشدوا خلاله وزارة التربية العمل على إنقاذ المدارس الإفرادية ودعمها مالياً بمبلغ خمسمئة الف ليرة عن كل تلميذ. كما ناشدوا ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز التدخل شخصياً إنقاذ هذه المدارس من الضياع، والعمل على تسديد الاقساط عن تلامذة المدارس الخاصة الافرادية.
البقاع الأوسط
ونقلت مراسلة «الاخبار» في البقاع الاوسط نيبال الحايك عن عدد من الاهالي أنهم فضّلوا تسجيل اولادهم في المدرسة الرسمية لأنها «مجانية». وأشارت الى أن اليوم الاول في المدارس الخاصة كان مقبولاً نسبياً، وأن نسب الحضور كانت متفاوتة بين مدرسة وأخرى.
ونقلت عن مصادر تربوية أن عدد المسجلين في المدارس الخاصة في المنطقة لم يتراجع عن العام الماضي. وأوضحت أن المدارس الخاصة في المنطقة قدمت تسهيلات في دفع الاقساط ورسوم التسجيل.
وقال مراسل «الاخبار» في البقاع الشرقي علي فوعاني، إن مئات العائلات لم ترسل هذا العام اولادها الى المدارس الخاصة. وإن الإقبال في اليوم الاول كان محدوداً. مشيراً الى أن معظم التلامذة لم يستكملوا تجهيزاتهم المدرسية. ونقل عن بعض الاهالي شكاوى من ارتفاع اسعار القرطاسية.
البقاع الغربي وراشيا
وقال مراسلا «الاخبار» في البقاع الغربي وراشيا اسامة القادري وشريف سريوي، إن العام الدراسي 2006 ــ 2007 انطلق بهدوء وبغير انتظام، حيث إن بعض المدارس الخاصة في المنطقة كانت قد باشرت اعطاء الدروس الاسبوع الماضي، ولا سيما في بعض مدارس راشيا، وإن خروقاً سُجّلت في بعض المدارس في البقاع الغربي التي لم تفتح ابوابها امس جرّاء عدم استكمال التسجيل وتراجع النسبة مقارنة بالعام الماضي.
وأشارا إلى أن مدارس عدّة في المنطقتين ستباشر عامها الدراسي بعد عطلة عيد الفطر.
الهرمل
ومن الهرمل أفاد مراسل «الاخبار» رامي بليبل، بأن العام الدراسي انطلق بنشاط وقد دعت اليه ثانوية الإمام الباقر التابعة لجمعية المبرات الخيرية في الهرمل، حيث لبّت مدارس المنطقة الدعوة إلى يوم تضامني في باحة سرايا المدينة لرسم جدارية كبيرة، اضافة الى انشطة موسيقية وعرض لأفلام وثائقية.
وأشار الى أن اكثر من نصف طلاب الهرمل وقراها لم يتوجهوا امس الى المدارس لأن «المساعدات التي وُعدوا بها لم تصل بعد».
وأن الإقبال كان خجولاً، وأن التلامذة تبادلوا النوادر في يومهم المدرسي الاول ومغامرات الحرب الأخيرة وقصص المجازر والتدمير الاسرائيلية.