أعرب الرئيس بشار الأسد عن تقديره لرئيس الحكومة السابق عمر كرامي منوهاً بثباته في مواقفه الوطنية والقومية قائلاً: «إن هذا الرجل لا يتغيّر».وكان الأسد قد استقبل كرامي بعد ظهر أمس واستعرض معه تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية وأهمية تعزيز الوحدة الوطنية على أساس انتماء لبنان العربي واستثمار الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية بما يخدم مصالح لبنان الوطنية ويصون وحدته واستقلاله، وفقاً لما أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).
وأبلغ مصدر سوري مطّلع على أجواء الاجتماع بأن الرئيس الأسد أثنى على توجهات كرامي واصفاً اللقاء معه بـ«الودي» مؤكداً على تطابق وجهات النظر في المواضيع التي جرى بحثها. كما جرى التشديد خلال اللقاء على ضرورة الحفاظ على المقاومة وصونها والتأكيد على انتصارها واستثمار هذا الانتصار لمصلحة لبنان واللبنانيين جميعاً.
والتقى الرئيس كرامي بعد ذلك نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع في حضور معاون نائب رئيس الجمهورية اللواء محمد ناصيف ونائب وزير الخارجية فيصل مقداد.
وفي ختام المباحثات قال كرامي رداً على سؤال للصحافيين بشأن أهمية زيارة سوريا والموضوعات التي ناقشها مع الرئيس ونائبه: «نحن فريق في لبنان يؤمن بإقامة أحسن العلاقات بين سوريا ولبنان وفي هذا الظرف بالذات، خصوصاً بعد الحرب القذرة والمدمرة التي تعرض لها لبنان. وظهر جلياً للعالم أجمع بأن لبنان بلد مستهدف وسوريا بلد مستهدف وكل بلد عربي حر مستهدف فلذلك لا يمكن مواجهة هذه المخاطر وهذه الأطماع إلا بوحدة الصف وبالتنسيق بين البلدان العربية كافة».
وأضاف كرامي قائلاً: «هناك فريق كبير في لبنان يؤمن بهذا الأمر ونحن من هذا المنطلق جئنا الى سوريا لنؤكد على الأخوّة والصداقة والتعاون الكامل، لأنه إذا بقيت هذه الأجواء المتشنجة بين البلدين فهي لا تنفع إلا العدو المتربص بنا كلنا».
وحول موقفه بالنسبة لرفض الأكثرية لحكومة الوحدة الوطنية أكد كرامي «أن حكومة الاتحاد الوطني هي الحكومة التي تستطيع أن تجابه كل المشاكل على الساحة». وأوضح قائلاً: «نحن في لبنان لدينا مشاكل اقتصادية واجتماعية ومشاكل فساد وهذه الحكومة بعد مضي وقت على تشكيلها لم تستطع حل أي من المشاكل الأساسية العالقة فلذلك نحن نقول وخاصة بعد الحرب وبعد أن تعقّدت الأمور بشكل أكبر وأكبر لا يمكن مواجهة هذه الأمور إلا بحكومة اتحاد وطني. ونحن نعيش في بلد ديموقراطي والأمر الذي لا نستطيع حله بالحوار والتفاهم هناك وسائل أخرى يقرها القانون مثل التظاهرات والإضراب والسؤال والجواب في مجلس النواب».
وقد أقام الشرع مأدبة إفطار تكريماً لكرامي حضرها عدد من كبار المسؤولين السوريين والأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني نصري خوري.
(الأخبار)