توافق الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس امين الجميل ورئيس الحكومة الأسبق سليم الحص على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي حين يفضل الجميل ان يتسلم مهامه فوراً لم ير الحص مانعاً من تكرار تجربة الرئيسين سليمان فرنجية والياس سركيس، ومع هذا التقارب في وجهات النظر اكد الجميل ان تسعة اشهر تلي انتخاب الرئيس الجديد ستكون كافية لإتمام التغيير المنشود على كل المستويات “من انتخاب رئيس جديد للجمهورية الى تشكيل حكومة وفاق وطني، الى إقرار قانون جديد للانتخاب، فمجلس نيابي جديد”، كما توافقا على ضرورة تنفيذ القرار 1701 واستعادة الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ووقف الخروق الإسرائيلية البحرية والجوية، لإنهاء الكثير من الملفات الخلافية بين اللبنانيين ومنها مصير سلاح “حزب الله”.هذا ما خلص إليه اللقاء الذي عقد امس في البيت المركزي للكتائب بين الجميل والحص، وحضره النائب الثاني لرئيس الكتائب جوزف ابو خليل وعضو المكتب السياسي في الحزب جورج شاهين. اللقاء الذي استمر حوالى الساعة سلّم في مستهله الحص الجميل وثيقة التفاهم التي وقعها رؤساء الحكومات السابقون وأفرقاء آخرون منهم أعضاء اللقاء الوطني، النائب نجاح واكيم، التجمع الوطني، القوة الثالثة ورئيس حزب التضامن إميل رحمة. ثم شرح أبرز بنودها الثمانية، وهو ما يتصل بتنشيط الحوار الوطني، الى الإصلاح الشامل الذي يبدأ بالإصلاح السياسي ومفتاحه قانون الانتخاب، المحكمة ذات الطابع الدولي مع ضرورة توفير الضوابط التي تمنع التسييس الداخلي والخارجي لها.
وتوقف الحص عند البند الأول الأكثر حساسية والذي يتصل بالمنطلقات الوطنية وتوحيد القراءة لنتائج الحرب ومن يقف وراءها اسرائيل وأميركا ام المقاومة، كذلك من هو المنتصر المقاومة ولبنان، ام اسرائيل، متوسعاً في نتائج الحرب على الداخل الإسرائيلي. وانتهى الحص الى المطالبة باستمرار التواصل على مضمون الورقة.
أما الجميل فقد رحب بالحص منوّهاً بالعمل الجبار الذي يقوم به مع زملائه رؤساء الحكومة السابقين، لافتاً الى ان الورقة على شموليتها تجاوزت بعض العناوين التي يراها مهمة ومنها ما يتصل بالتشديد على دور الدولة الحصري في قرار الحرب والسلم، والمقاومة أولاً او لبنان أولاً، وهل يجوز الاشتراك مع الدولة في القرارات المصيرية. وسأل الجميل “لماذا تجاهلت الوثيقة مدى قدرة لبنان على ان يبقى ساحة للصراع بمعزل عن الشرعية اللبنانية، وهل من الضروري ان تتكرر تجربة اتفاق القاهرة؟”.
وتعهد الجميل أن تأخذ الورقة طريقها الى المكتب السياسي في الحزب لإبداء الرأي فيها والتواصل لتفعيل الحوار بين الجانبين.
وبعد اللقاء كرر الحص ان مذكرة التفاهم “تشكل منطلقا لإنقاذ الوطن من المأزق الذي يتخبط فيه” مؤكداً ان لبنان لن يستعيد عافيته إلا من خلال إحياء وحدته الوطنية المتصدعة هذه الايام “لكي نبحث في كل ما هو مطلوب مستقبلاً من إصلاحات وتطوير”.
من جهته وصف الجميل ورقة التفاهم بأنها “مهمة، وخصوصاً في ظل الاجواء المتشنجة في البلاد والتصعيد الكلامي”.
وإذ لفت الى الاختلاف في بعض النواحي، رأى ان الورقة “تؤسس لمزيد من البحث والحوار بين الاطراف. والمهم فيها انها طرحت بعض الامور الاساسية ومنها انتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية الولاية الممددة”، اذ “كلما اسرعنا في انتخاب رئيس جمهورية جديد وضعنا لبنان على سكة سليمة، لأنه عندها نتمكن من تشكيل حكومة اتحاد وطني وتجري انتخابات نيابية على أساس قانون انتخابي جديد ونكون قد أجرينا التغيير الشامل المنشود”.
واستقبل الرئيس الجميل عضوي “مكتب التنسيق الوطني” روجيه عزام ونجيب زوين اللذين سلماه دعوة للمشاركة في القداس الذي سيقام في الثالث عشر من الجاري.
(الأخبار)