بسّام القنطار
عند منتصف ليل غد الجمعة يقفل باب الترشيح لمنصب شيخ عقل الموحدين الدروز، في حين لم تتلق الهيئة المؤقتة المشرفة على الانتخابات في المجلس المذهبي المنتخب حديثاً «أي طلب ترشيح رسمي، رغم وجود نية لدى العديد من الأشخاص للترشح»

على ما أكد لـ«الأخبار» رئيس السن الأستاذ فؤاد الريس.
ويرى الريس أن «عدم التقدم بطلبات رسمية حتى اليوم، يعكس نية المشايخ في حصول توافق على الاسم قبل التقدم بطلب الترشح رسمياً، الأمر الذي سيؤدي إلى انتخاب شيخ العقل الجديد بالتزكية».
وتفيد مصادر متابعة للملف بأن اجتماعات يومية تعقد بين العديد من رجال الدين والزمنيين لبلورة صيغة نهائية تحدد اسم المرشح، وفق المواصفات التي حددتها الهيئة الروحية وهي: المسلك الديني السليم، والكفاءة العلمية، والقدرة على توحيد الصف وجمع الكلمة بين أبناء الطائفة وقياداتها السياسية.
ولقد بات من الواضح أن محاولات توحيد ما فرقته الانتخابات المذهبية الأخيرة عبر مخرج يقضي بانتخاب شيخ العقل المعين من قبل طلال أرسلان، ناصر الدين الغريب شيخاً للعقل قد حسم سلبياً وبات خارج نطاق البحث. ومرد ذلك، إلى أن انتخاب الشيخ الغريب من قبل المجلس المذهبي رفض من قبل جنبلاط وأرسلان على حد سواء، بسبب عدم قدرة الأول على تحمل صوت يؤيد المقاومة ويتبنى خطاباً هادئاً تجاه سوريا، أما الثاني فيستحيل عليه الموافقة على القبول بمنصب لا يتمتع بقدرة على التحرك في مجلس يتمتع بأكثرية جنبلاطية مطلقة ولا يمتلك صلاحيات تذكر.
لكن النائب وليد جنبلاط يسعى مع فريق عمله المتابع لهذا الملف إلى تسمية شيخ من إحدى العائلات اليزبكية، الأمر الذي من شأنه أن يخفف حدة الاحتقان الذي سببته مقاطعة أنصار النائب ارسلان للانتخابات المذهبية ورفض الأخير مع بقية المعارضة الدرزية قانون الجديد برمته.
وتفيد مصادر من الهيئة الدينية بأن تسمية شيخ عقل يحظى بمباركة المرجعية الروحية العليا للطائفة الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين وبموافقة الهيئة الدينية المنتخبة في المجلس المذهبي قد أسفرت عن تقدم لبعض الأسماء وتراجع لأخرى، ومن الأسماء المتقدمة جداً القاضي الشيخ نعيم حسن من بلدة البنيه قضاء عاليه المجاورة لبلدة كفرمتى مسقط رأس الشيخ الغريب.
ومرد ترجيح انتخاب الشيخ حسن إلى جملة من الأسباب أهمها: أنه قاضي المذهب الدرزي في قضاء عاليه، وهو يحظى بقبول عال من قبل المراجع الروحية لما يتمتع من مسلكية دينية وخلفية علمية. إضافـــــــــــة إلى أن عائلة حسن هي من العائـــــلات اليزبكـــــية التاريخية، الأمر الذي يسهم وفـــــق وجهة نظر الجنبلاطييـــن إلى تخفيف الاحتقان الأرسلاني، على عكس ما قد تنتجه تسمية الشيـــــــخ سامي أبي المنى الذي يتمتع بالكفاءة نفسها على المستوى الديني والعلمي لكنه من المقربين جداً من النائب وليد جنبلاط ويشكل مع الشـــــــــيخ علي زين الدين رئيس مؤسســـــــة العرفـــــــــــان، القوة الدينية الضاربة لجنبلاط في مختلف المهام السياسية».
إذاً عند منتصف ليل غد تتضح الرؤية النهائية لمن سيكون شيخ العقل الثاني لطائفة الموحدين الدروز، مع العلم أن الأسماء المتداولة هي: الشيخ محمد حلاوة (الباروك)، الشيخ غسان شهيب (عاليه)، الشيخ فندي شجاع (حاصبيا)، الشيخ سامي أبي المنى ( شانيه)، والشيخ نعيم حسن (البنيه).