صيدا ــ خالد الغربي
على الرغم من زياراته السابقة ومحاضراته العديدة، إلا أن إطلالة رئيس جبهة العمل الإسلامي، الداعية فتحي يكن، على مدينة صيدا غروب اليوم «راعياً» و«خطيباً» في حفل الإفطار الذي تقيمه على شرفه «المقاومة الإسلامية ــ قوات الفجر»، تكتسب أهمية خاصة، إن لجهة «الضيف» أو لجهة «الجهة الداعية»، إذ إن الداعي والمدعو خرجا من إطار «الجماعة الإسلامية»، إذ من المعروف أن «قوات الفجر» تسمية كانت تطلق على (الذراع المقاوم للجماعة الإسلامية) قبل أن يصبح الاسم متداولاً، كتسمية للإطار الذي ينتظم في صفوفه مجموعة من الناشطين الإسلاميين، وجلهم ممن «هجروا» الجماعة في صيدا، في وقت سابق على خلفية «الخلاف في وجهات النظر» والافتراق «السلس» من صفوف الجماعة التي ما زالت تحتفظ بوجود قوي لها في صيدا، وإن كان «الوهج» أقل مما كانت عليه حتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
ومعلوم أن الجماعة لم تتنازل عن التسمية المذكورة، وقد تجلى ذلك من خلال رفعها للافتات في مناسبات عديدة كذكرى التحرير. ويقود المجموعة الآن عدد من الناشطين أبرزهم الحاج عبدالله الترياقي ، وتربطها علاقات مميزة بـ «حزب الله» وقد أكثر «الفجريون» من إطلالاتهم أخيراً ويعبرون عن موقفهم في كل شاردة وواردة.
أما لجهة إطلالة يكن على صيدا التي تشكل «ساحة سنية متنوعة» فستكون مميزة، وخصوصاً أن يكن، يطل لأول مرة على جمهور المدينة الإسلامي بصفته الجديدة زعيماً لـ «جبهة العمل الإسلامي»، وبعد زيارته إلى العاصمة السورية ولقائه الرئيس بشار الأسد. ووصفت مصادر إسلامية كلمة يكن بأنها مهمة.
ونشطت قوات الفجر من أجل توفير حضور لائق لإفطارها (على الرغم من توعك الحاج الترياقي وملازمته المستشفى) وإن كانت مصادرها قد أشارت إلى أن الدعوة تركزت على عوائل الشهداء وجمهور من العلماء.
من جهتها، أصدرت «الجماعة الإسلامية» بياناً حول الإفطار جاء فيه: «إن المقاومة الإسلامية (قوات الفجر) الجناح المقاوم للجماعة الإسلامية غير معنية بدعوة الإفطار التي دعا إليها بعض الإخوة الذين فصلت الجماعة عضويتهم أو اعتبرتهم مستقيلين منها منذ أشهر طويلة، وبعضهم ممن كان له مشاركة سابقة في عمل الجماعة المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وهم اليوم يصرّون على تسمية أنفسهم بالاسم الذي وجهت به الدعوة”.