صورـــ بهية العينين«رضختُ لقرار الهدم خوفاً من أن يطلقوا النار كما حصل في الرمل العالي»

قامت عناصر من قوى الأمن الداخلي في صور بتهديم بناء «مخالف» في مخيم المعشوق شرق صور. وكان قد حضر الى منزل الفلسطينية هيام محمد عيسى عناصر الدرك وأوقفوا ورشة بناء وإصلاح منزلها المهدم نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير ودمّروه. اللافت أنّ المنزل كان قد رفع عليه علم «جهاد البناء»، وهي مؤسسة تابعة لحزب الله مهمتها إعادة بناء وترميم المنازل المتضررة من العدوان الإسرائيلي.
تروي هيام وقائع ما جرى، فتقول: «كان حزب اللّه قد دفع لي مبلغ 3500 دولار أميركي من أجل إعادة ترميم بيت العائلة، وهو عبارة عن منزل صغير تقطن فيه عائلة من سبعة أشخاص، وكان قد تضرر من الصواريخ الإسرائيلية وأصبح غير آهل للسكن. وقد باشرت فعلاً بإعادة بناء ستة أعمدة للمنزل. وما إن عرف الدرك بالأمر، حتى أحضروا دورية واقتادوني الى المخفر واحتجزوني ثلاث ساعات، حتى أزالوا ما سمّوه مخالفة بناء. وحاولت أن أقول لهم إنني متضررة من الحرب وهناك قرار بإعادة ترميم المنازل المتضررة، وهذا ما تم بالتنسيق مع حزب الله. إلا إنهم لم يستجيبوا لطلبي ومنعوني من المتابعة وهدموا ما بدأت به".
وتفصح هيام عن الخوف الذي خالجها في المخفر وجعلها ترضخ لقرار الهدم، وتقول: "بصراحة خفت على أولادي الصغار إذا عاندت القوى الأمنية في هدم الأعمدة، من أن يتكرر ما حصل في منطقة الرمل العالي في بيروت، وأن يطلقوا علينا النار. لذا سكتّ، لكنني أرفع شكواي الى الرؤساء الثلاثة، علني أجد جواباً قبل أن يسقط المطر ولا يعود بإمكاني إيجاد مأوى لعائلتي".
تجدر الإشارة الى أن باقي الفلسطينيين الذين تضررت منازلهم بفعل العدوان الإسرائيلي في تموز الماضي في «مخيم المعشوق» لم يعيدوا بناء منازلهم خوفاً من أن تهدمها القوى الأمنية، فيخسرون بذلك التعويض الذي حصلوا عليه من "حزب الله" والذي يراوح بين 450 و3500 دولار أميركي للبيت الواحد، ولا يجدون من يعوض عليهم ما قد يهدمه الدرك كما حصل مع هيام!
تقول الفلسطينية نادية عفيفي: «إنّنا ما زلنا في جانب من منزلنا الذي تضرر من القصف الاسرائيلي؛ لكن أعتقد أنّنا لن نستطيع الإقامة فيه مع حلول المطر، لأنه سيتحول الى مستنقع. لهذا أطالب أصحاب الضمير الحي في لبنان بأن يسارعوا الى إصدار قرار يُسمح فيه للفلسطيني بإعادة ترميم منزله المتضرر من الحرب، وذلك مثله كمثل شقيقه اللبناني، فكلاهما صمد في الحرب وتكبد الخسائر الفادحة».
لا بد من الإشارة الى أن بلدية صور ومجلس الجنوب ووكالة غوث اللاجئين الدولية "الاونروا" كانت قد أجرت مسحاً شاملاً للأضرار التي لحقت بمخيم المعشوق جراء العدوان الإسرائيلي الأخير. وأوعزت الى السكان بالبدء بإعادة ترميم منازلهم. الا أن أياً منها لم يدفع تعويضات، باستثناء حزب الله الذي سارع الى مساعدة المنكوبين.