بنت جبيل ــ داني الأمين
رغم ترقّب أهالي قرى وبلدات بنت جبيل لحركة الجنود الدوليين العسكرية، فهم يأملون أيضاً المنفعة من وجودهم. وبدأ الأهالي بطرح الكثير من الأسئلة عن العديد من الأمور التي كانوا يعوّلون عليها، وخصوصاً في ما يتعلّق بآليّة التوظيف والعمل مع القوات الدولية وحركة الجنود الاقتصادية.
فآمال الشباب العاطلين من العمل بإيجاد فرص جديدة بدأت بالتراجع بعد تقديم الآلاف من طلبات العمل في مكتب التوظيف في الناقورة التي بلغت أكثر من 16 ألف طلب، جلّها من أصحاب الكفاءات العلمية والخبرات العملية. فالحديث عن المحسوبيات والواسطات خرج عن مجرّد التشكيك وبدأت تظهر معالمه بشكل واضح. فالكتيبة البلجيكية التي تمركزت في بلدة تبنين والتي تضمّ أكثر من أربعمئة جندي، مع كامل العتاد والآليات العسكرية واللوجستية، وظّفت لديها أربعة من المترجمات من منطقة المتن وجبيل وكسروان، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من ابناء البلدة، وخصوصاً الذين تقدموا بطلبات التوظيف الى مكتب الناقورة. ورأى بعضهم في ذلك «إهانة لأبناء المنطقة الزاحمة بأصحاب الخبرات والكفاءات العلمية».
ويقول أحد أبناء البلدة: «هناك مافيا توظيف في الناقورة». أما أحد العاملين في الناقورة فيقول «العلاقة الشخصية مع القيّمين على التوظيف لها دور أكبر من الكفاءة والخبرة في عملية التوظيف». ويؤكد ذلك ما ذهبت إليه عاملة سابقة مع القوات الدولية، التي عملت مترجمة أكثر من 14 سنة مع الفرقتين الايرلندية والغانية: «تلقّيت اتّصالاً من ضابط في القوات البلجيكية يطلب مني العمل مترجمة لديهم بعد ان اطلع على خبراتي وخدمتي السابقة، طالباً تقديم طلب التوظيف في الناقورة». وتتابع «فوجئت بتوظيف آخرين من خارج المنطقة لا يتمتّعون بكفاءتي وخبرتي السابقة، فراجعت الضابط الذي أبدى استياءه، واصطحبني الى مركز الناقورة حيث بدا الارتباك على وجه المسؤولة هناك، فطلبت مني إجراء امتحان آخر، برغم نجاحي في الامتحان الأول».
الجدير بالذكر أنّ رواتب الموظفين العاملين مع القوات الدولية مرتفعة، وتتعدى 2000 دولار أميركي في الشهر، وأن الموظفين السابقين يتجاوز عددهم 300 موظف يتوزّعون، بحسب أحد المصادر، كالآتي: نحو 100 موظف من بلدة علما الشعب، و90 موظفاً من بلدة عين ابل، وحوالى 80 موظفاً من رميش و40 من دبل. أما القرى الشيعية فمجمل الموظفين منها مجتمعة لا يتجاوز 20 موظفاً. ويقول مصدر آخر إنه «بسبب اعتراضات مخاتير بعض القرى، عُمد إلى توظيف ثلاثة موظفين خارج اطار الوظائف السابقة وبرواتب لا تتجاوز 330 دولاراً أميركياً».
أصحاب المحال التجارية في بلدة تبنين في حال من الترقب والاستعداد لتأمين طلبات الجنود. وتقول جميلة فواز، صاحبة أحد المحال التجارية القريبة من المركز، «لا نعرف بعد نمط حياة هؤلاء الجنود، وما هي الأغراض التي يرغبون في شرائها، فالأمر يحتاج الى مزيد من الوقت». وتتمنى فواز أن يكون الجنود البلجيكيون مثل أسلافهم الفرنسيين الذين كانوا سابقاً في المركز نفسه والذين «يشترون جميع مستلزماتهم، حتى ثياب أولادهم وهدايا صاحباتهم».