البقاع الأوسط ــ سيرين قوبا
بدأ العام الدراسي، والكلّ منهمك بتحضير مستلزمات المدارس. فالأهل منكبّون على تأمين الأقساط المدرسية، والتسجيل والقرطاسية، ولكن القلق من “الأقساط” يبقى هاجسهم الأكبر.
ومراعاة لظروف البلد وأوضاع الأهالي الذين تضرّرت مصالحهم، والغلاء الحاصل جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير، قررت بعض المدارس الخاصة في منطقة زحلة والبقاع الأوسط تقديم بعض التسهيلات للتلامذة لتمكينهم من متابعة عامهم الدراسي. وقالت إحدى المشرفات على مدرسة في تعلبايا إن مدرستها اكتفت بتوزيع القسط على دفعات أكثر من السابق. وتتابع بلهجة اعتذاريّة أنّ «المدرسة بحاجة أيضاً إلى متطلّبات عدة من تدفئة وقرطاسية وطبابة ورواتب أساتذة، وكل ذلك ارتفع سعره. لذلك لا يمكننا التسهيل أكثر».
وهناك مدارس بقاعيّة قررت هذا العام عدم إلزام التلاميذ بشراء زي المدرسة المخصص لها. كما قامت بعض المدارس بتوزيع القرطاسية مجاناً بعدما كانت تصل الى التلميذ بقيمة عشرين دولاراً. وهناك عدد من المدارس قرّر أن يغض النظر حتى عن الأقساط المتراكمة منذ العام الماضي. وهي تتعامل مع كل عائلة بحسب وضعها الاجتماعي. فقرّرت الإدارة أن تقوم بالتعليم المجانيّ لكل تلميذ تعاني عائلته من وجود أطفال معوقين أو عجزة أو أحد مصاب بمرض ويحتاج إلى مبالغ طائلة للعلاج. كما ان مدارس في منطقة قب الياس أخذت على عاتقها تعليم ولد على حسابها مقابل تسجيل ولد آخر من العائلة نفسها، وأحياناً ولدين أو أكثر إذا ما تعدّى عدد الأولاد المسجّلين أربعة. إلا أن اللافت أنّ جميع هذه المدارس قرّرت عدم طرد أي تلميذ لم يدفع أهله الأقساط المتراكمة منذ العام الدراسي الماضي.
وتتساءل منى، وهي أم لطفلين أحدهما في الصف الرابع والآخر في الصف الأول، هل يكفي إلغاء الزيّ المدرسيّ أو ثمن القرطاسيّة كي يحجب ذلك قسطاً يساوي عدة ملايين لتلميذ واحد؟ وتتابع منى: «لديّ ولدان. وزوجي صاحب مطعم صغير، والكل يعلم بأننا لم نعمل في موسم الصيف جراء العدوان الإسرائيلي... لكن رغم ذلك، تبقى مبادرة بعض المدارس الخاصة جيدة هذا العام».