أقر مجلس الوزراء في جلسته الاستثنائية أمس التشكيلات الديبلوماسية من دون تعديلات أو تحفظات باستثناء اعتراض وزير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي على الاسم السني الخامس، معتبراً أن المحاصصة كانت سيدة الموقف في التشكيلات، كما اعترض وزير التنمية الإدارية جان أوغاسابيان على تعيين السفير الأرمني من دون العودة إليه.ووصفت مصادر وزارية جلسة مجلس الوزراء بأنها إيجابية جداً وبناءة.
وكان مجلس الوزراء قد انعقد في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي برئاسة رئيس الجمهورية إميل لحود وحضور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في غياب الوزيرين حمادة ونايلة معوض.
وسبق الجلسة خلوة دامت نحو نصف ساعة بين لحود والسنيورة في حضور وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ تم فيها الاتفاق على الصيغة النهائية للتشكيلة الديبلوماسية.
وخلال الجلسة قدم الوزير صلوخ مداخلة حول التشكيلات، مؤكداً أنها «مشروع واسع ومتكامل روعي فيه معيار «التوازن والكفاءة والالتزام الوطني والأخلاقي».
وقد شملت التشكيلات 59 سفيراً، من ضمنهم 18 رفّعوا من الفئة الثانية الى الفئة الأولى. ومن بين السفراء سبعة من خارج الملاك (5 سنّة، علوي واحد وأرمني واحد).
وأذاع وزير الإعلام بعد الجلسة المعلومات الرسمية، وبرر التعيينات من خارج الملاك بالنقص داخل الملاك عند الطوائف السنية والأرمنية والعلوية.
ورداً على سؤال، لاحظ العريضي «تراجعاً في حدة الخطاب السياسي والتشنج السياسي في البلاد»، معتبراً أن «هذا الأمر مفيد ومهم جداً وينعكس إيجاباً على كل الحياة السياسية وحتى على الدورة الاقتصادية في البلاد». ولفت الى أن «مفاجآت الرئيس نبيه بري إيجابية»، مؤكداً أن «الرئيس بري يدير بحكمة ودراية وحرص متناه الاتصالات بين الأطراف السياسيين».
ورداً على سؤال أكد العريضي أن التواصل والتشاور مستمران بين الرئيسين لحود والسنيورة حول القضايا التي تصل الى نقاط لا بد من بحث مباشر فيها.
ولدى مغادرته، قال الرئيس السنيورة عن «عيدية» الرئيس بري وما إذا كانت زيارة سوريا: «لا داعي للكلام على الموضوع، عندما يحصل شيء تعرفونه». وعن رضاه على التشكيلات الديبلوماسية، أجاب: «عندما يتخذ قرار، يكون هو الصحيح». وحول اعتراض الوزير الصفدي، أوضح «أن مجلس الوزراء اتخذ القرار واستمع الى كل وجهات النظر، وهذا القرار هو قرار الحكومة».
وهل سيأكل برازق في العيد، قال: «كل يوم آكل برازق وتمر». وهل استوت الأرضية لزيارة دمشق أجاب: «موقفي منذ سنة وثلاثة أشهر واضح، ولم يتغير شعرة واحدة، يمكنكم العودة الى كل كلماتي لتروا أنني ما زلت منسجماً مع كل موقف اتخذته». وعن إمكان عقد طاولة حوار، قال: «ليس لديّ مشكلة». وأعرب عن احترامه لكل الآراء، و«أكرر وأقول إن هذه الحكومة باقية باقية باقية ما دامت متمتعة بثقة مجلس النواب». وعن الكلام الحميم بينه وبين الرئيس لحود رأى أن «الاختلاف في الرأي لا يفسد الود».
وكان الرئيس لحود قد أكد قبل الجلسة أنه يجب في التشكيلات أن يوضع الشخص الكفء في المكان المناسب. ورداً على سؤال قال: «منذ بداية العهد، قلت لماذا تريدون المجيء بأشخاص من خارج الملاك ما دام هناك أشخاص في الملاك. ولكن كما أبلغوني من وزارة الخارجية لا يوجد من مذهب معين في الفئة الأولى، وعلى هذا الأساس هم مضطرون للمجيء بأشخاص من خارج الملاك. قلت لهم إذا لم يكن هناك من الفئة الأولى لا أمانع في اختيار أشخاص من خارج الملاك، ولكن ألا يكون تعيينه لكي يصبح «زلمة أحدهم» إنما أن يكون لكل لبنان وهذا هو المهم».
من جهة أخرى، لفت لحود الى الدراسة التي أعدّها خبراء أميركيون وعراقيون من جامعة «جون هوبكنز بلومبرغ» أكدوا فيها أنه منذ بداية الحرب العراقية وحتى الآن سقط أكثر من 660 ألف قتيل. وقال لحود: «هل هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي كانوا يتغنّون به مع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وقالوا إن لبنان هو أول دولة ستدخل ضمن هذا الشرق الأوسط؟ لذلك أقول إن هناك مؤامرة كبيرة على لبنان، وأطلب من جميع اللبنانيين وخصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر فيها، أن يكونوا موحّدين ومتضامنين وأن يسمحوا لكل الشرائح اللبنانية بالمشاركة في القرار، هذا هو المطلوب، لأنني أؤكد أن المؤامرة ما زالت مستمرة». أضاف: «سمعنا منذ يومين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يقولون إن إسرائيل خسرت الحرب فعلاً، لكن يمكنها أن تعود وتربحها بالسياسة والديبلوماسية، يقولون ذلك علناً، لذلك يجب ألا نقع في شرك المؤامرة، يجب أن نكون موحدين ويداً واحدة، لأن ذلك مصدر قوتنا، ولنكفّ عن التفتيش عن القضايا الشخصية لأنها هي التي تجلب الخراب للبنان».
من ناحيته، سئل وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة عما إذا كانت العيدية التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري هي لقاء يجمع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري فأجاب: «العيدية تتعدى ذلك الى حد الإعلان عن أمر هام، والتواصل مستمر بين الجهتين بشكل عام».
ويعقد مجلس الوزراء جلسة خاصة قبل ظهر الاثنين المقبل لدراسة تقرير وزير المال المتعلق بانعكاسات حرب تموز على وضع المالية العام في خلال العام 2006.
(الأخبار)