جورج شاهين
“لو لم تناقش جلسة مجلس الوزراء أمس التشكيلات الدبلوماسية وتقرّها سلة واحدة لكانت من اقصر الجلسات وأقلّها إنتاجية”.
بهذه العبارات القليلة لخّصت مصادر حكومية لـ“الأخبار” أجواء الجلسة العادية التي انعقدت امس، وأضافت“إن الجلسة كرّست تفاهماً عميقاً بين لحود والسنيورة أثار استغراباً وتساؤلات لدى البعض من كل أطياف المجلس”.
الجلسة انعقدت بعد خلوة بين لحود والسنيورة امتدّت على مدى أربعين دقيقة. وهي خلوة لم تعقد منذ زمن بعيد، وجرى خلالها تذليل كامل العقبات التي كانت لا تزال قائمة حتى اللحظة الأخيرة، بعدما أرجئ البحث فيها قبيل منتصف ليل أول من أمس من دون التفاهم على بعض المواقع.
وروت مصادر حكومية وقائع الجلسة لـ“الاخبار” فقالت إنه بناء على طلب الرئيس لحود، استهلّ وزير الخارجية فوزي صلوخ الجلسة بعرض مشروع التشكيلات والمناقلات والترقيات التي اقترحها بعد التعديلات التي اتفق عليها لحود والسنيورة ونتيجة للتوافق الذي تحقق حولها، وشرح الأسباب التي دفعت الى تسمية خمسة سفراء سنّة من خارج الملاك لعدم توافرهم من داخله، وكذلك بالنسبة الى السفيرين الأرمني والعلوي.
اول طالبي الكلام كان الوزير جان اوغاسبيان الذي رحّب بداية باستعادة الأرمن موقع سفير، وهو إنجاز مهم افتقدوه بداية عهد لحود، واقترح استبدال الاسم الأرمني المطروح فاسكين كافالكيان بآخر هو اوهانس نرسيسيان باعتباره اكثر كفاءة وهو خريج دراسات عليا من الجامعة الأميركية.
وتدخّل الوزير الياس المر وقال إن الاسم المطروح مهمّ ومن الأفضل أن يكون في غير كازاخستان لأن الموقع السابق للأرمن كان أهم، وإن السفير المطروح يمثّل 90% من الطائفة الأرمنية، ولذلك “أتمنى عدم التبديل”.
الوزير محمد الصفدي سأل عن الآلية التي اعتمدت في المشروع وكيفية الوصول الى هذه الأسماء؟ وهل كان ثمة إعلانات للترشيح؟ وهل طُلبت ملفات؟ وأين هي السيرة الذاتية للمرشحين؟ ومن اختارهم؟
قاطعه الرئيس السنيورة وقال: انا من اختارهم!.
ردّ الوزير صلوخ: بالتوافق بين الجميع.
قاطعه الصفدي: كيف يجري ذلك؟ وتسمّون سفيراً من مدينتي لا أعرفه!.
ردّ السنيورة منفعلاً: يعني عندك اعتراض؟
تدخل صلوخ وقال: لا بد من شرح الآلية الدستورية التي تعطي وزير الخارجية حق الاقتراح وشرح تفصيل الظروف التي ولد فيها التوافق على الأسماء لدقّة الحساسيات.
تدخّل الوزير بيار الجميل وتمنّى أن “نلجأ في المستقبل الى آلية واضحة لاختيار السفراء من الداخل أو الخارج”، داعياً الى تشجيع الجيل الشاب.
وعاد صلوخ ليشرح المزيد من التفاصيل، وتدخل محمد فنيش ليقول: يستحسن من اليوم وصاعداً اعتماد قواعد واضحة وخصوصاً من خارج الملاك.
الوزير ميشال فرعون طلب الكلام ليسجل اعتراضاً على التشكيلة الكاثوليكية، والمواقع التي ضاعت منهم.
الوزير احمد فتفت سأل عن السيرة الذاتية للسفراء، وقال إن هذه الطريقة لا توفّر المشاركة الفاعلة للوزراء.
و تحدث الوزير طارق متري فقال: ان هناك تقليداً يتحكّم بالتشكيلات الدبلوماسية، يعدّها وزير الخارجية ويراعى فيها التوافق السياسي والتوازن الطائفي الدقيق «على الشعرة» ثم الكفاءة. وأضاف: اذا أراد احد منا الاعتراض فعليه الاعتراض من باب الكفاءة، فالتوازن والتوافق متوافران في المشروع، ومن الأفضل ألّا ننظر الى الأمر من باب الطائفة أو المنطقة.
وهنا تحدث وزراء كثر ودارت بلبلة تضاربت فيها الآراء، فقاطعهم لحود وقال: هذا مشروع أعدّته وزارة الخارجية وكان موضوع نقاش مع رئيس الحكومة
من الأحد الماضي وحتى صباح اليوم.
وقال السنيورة: صحيح، وليل امس واليوم ناقشنا الأمر.
وحسم لحود الجدل وقال: لننه النقاش حول الموضوع، إنه مشروع متكامل ومن الصعب أن نلبّي طلبات الجميع وملاحظاتهم وإلا دخلنا في جدل لن ينتهي، فإما نقرّه كما هو أو نعيد النقاش من الصفر، ومن يوافق او يعترض؟.
وافق الوزراء وسجّل اوغاسبيان معارضته وكذلك الصفدي.
وبعدها استؤنف البحث بالنقاط المدرجـــــــــــــة علـــــى جدول الأعـمــال ولم تستغرق الجلسة في هذا المجال إلا دقائق معدودة.