وصف السفير البريطاني السابق في بيروت جيمس واط حزب الله بأنه قوة سياسية مهمة في لبنان و«نحترمه حزباً سياسياً». وقال واط، الذي سيباشر عمله الجديد سفيراً لبلاده في الأردن نهاية الشهر الجاري، أمام صحافيين عرب وأجانب أمس: «كررنا مراراً أننا نحترم حزب الله لكونه قوة سياسية، وأشرنا إلى أنه سيكون له مستقبل مهم في السياسة اللبنانية، لكن السياسة اللبنانية تريد من حزب الله أن يتبع القواعد نفسها التي يتقيد بها اللاعبون الآخرون».وأوضح: «ندرك الصعوبة التي يواجهها حزب الله لكونه منظمة لها جناح عسكري في التكيف مع الحياة المدنية. ولدينا تجربة مشابهة مع الجيش الجمهوري الإيرلندي على مدى 30 عاماً، واستناداً إلى ذلك ليس لدينا أدنى شك بأن هذه العملية تحتاج إلى قدر كبير من الالتزام والوقت والمكان، ولكن في النهاية لا بد من إيجاد سبيل سياسي ليكون لكل الأطراف المعنية مستقبل مشترك».
ونفى واط أن تكون لبلاده مشاكل مع حزب الله، وقال: «نشجع الحزب على لعب دور سياسي مسؤول لأن لديه نواباً على قدر كبير من الكفاءة، لكن بالطبع هناك سياسات يتبناها لا نتفق معها خصوصاً ما فعل في 12 تموز الماضي والمضاعفات التي نجمت عنها». وأكد أننا «لا نفرض أي حظر على الاتصال بحزب الله، ولا نجري أي اتصالات معه. نحن ببساطة أصدقاء لبنان ولا نريد أن نكون جزءاً من الجدل الدائر بين الأحزاب السياسية، وأعتقد أن حزب الله يفهم موقفنا».
ووصف واط القرار الدولي 1701 بأنه «جيد ووضع الأرضية المطلوبة لتسوية وحل دائمين للمشاكل الأمنية بين لبنان وإسرائيل، ونأمل أن يلعب دوراً في إيجاد تسوية شاملة في المنطقة»، معرباً عن اعتقاده بأن الحكومة اللبنانية أحدثت تقدماً على صعيد تنفيذ هذا القرار «ولكن لا يزال أمامها الكثير، وخصوصاً في ما يتعلق بنزع سلاح الميليشيات».
وأشار إلى أن كثيراً من السياسيين اللبنانيين الذين تعامل معهم «يعيشون تحت هاجس الخوف من الاغتيالات وهذا أمر غير جيد بالنسبة لأي ديموقراطية». وعن التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، قال واط: «التحقيق وصل إلى مرحلة اتفاق الحكومة اللبنانية مع الأمم المتحدة على تأليف المحكمة الدولية والتأكد من أن إجراءاتها ستكون شفافة وتنسجم مع الإجراءات والمعايير الدولية على أن تكون في الوقت نفسه فعّالة وتقود إلى نتيجة ولا تنتهي إلى توقف تام». وأضاف: «هناك شعور قوي، وخصوصاً في أوساط السّنّة في لبنان بضرورة كشف منفذي هذه الجريمة ومحاسبتهم»، مشيراً إلى أن رئيس لجنة التحقيق القاضي البلجيكي سيرج براميرتس أدى دوراً «ممتازاً بكفاءة مهنية عالية في إعداد الأدلة». وأقر واط بأن لدمشق «مصالح في استقرار لبنان الذي ظل يشكل أهمية بالنسبة الى سورية، لكن رسالة لبنان وكل أعضاء الأسرة الدولية إلى سورية هي: نحترم مصالحكم في أمن لبنان واستقراره شرط أن يستند ذلك إلى استقلال لبنان وسيادته».
(يو بي آي)